ديڤيد بيرسل شاهد بريطاني اخبر المحكمة الاسرائيلية الاسبوع الماضي كيف وقف يرقب بلدوزرا حربيا اسرائيليا وهو يقتل ويدهس جسد الناشطة الامريكية راشيل كوري وهي تحاول سلميا ان تمنع هدم منزل طبيب فلسطيني وزوجته وابنائه الثلاثة اثناء وجودهم داخل المنزل في حي السلام بمدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية .. راشيل كانت في هذا الوقت منذ سبع سنوات عضوة في حركة التضامن الدولية السلمية .. وصف الشاهد مقتلها بأنه حادث درامي .. وذلك في المحكمة اثناء نظر القضية التي رفعتها اسرتها الامريكية في حيفا مطالبة بالحق المدني ضد القوات والدولة الاسرائيلية .. حسين ابو حسين محامي الاسرة قال انه يري ان مقتل راشيل لم يكن نتيجة اهمال شديد من القوات الاسرائيلية فقط .. بل انه كان قتلا عن عمد.. بيرسل الشاهد البريطاني الذي كان في هذا الوقت عضوا في فريق الناشطين الذين حاولوا سلميا وقف هدم منازل الفلسطينيين قال انه تطوع مع حركة التضامن الدولي ليكون شاهدا علي ما كان يحدث في المناطق الفلسطينية بنفسه وعن قرب. وان المنظمة كانت ملتزمة بعدم العنف وان دورهم كان فقط تأييد المقاومة الفلسطينية السلمية وان راشيل تلقت تدريبا علي هذا عند وصولها قادمة من الولاياتالمتحدة . عائلة راشيل ترفض ما تدعيه القوات الاسرائيلية من ان الموقع كان مسرحا لعمليات حربية .. فالشهود يقولون انه لم تطلق رصاصة واحدة وان البلدوزر كان يجب ان يتوقف ويجبر الناشطين علي الرحيل .. وان القوانين الدولية تنص علي ان يحاول الجنود حماية المدنيين حتي في مناطق الحرب والمعارك .. ولدت راشيل كوري يوم الثلاثاء 10 مارس عام 1979 في مدينة اوليمبا بولاية واشنطنبالولاياتالمتحدة .. وهي اصغر اخواتها الخمس .. تلقت تعليمها في المدرسة الحكومية العليا قبل ان تلتحق بكلية افر جرين باوليمبا .. وفي عام 2003 حصلت علي اجازة لمدة عام وذهبت الي غزة في وقت اشتد فيه الصراع بين القوات الاسرائيلية المحتلة وبين الفلسطينيين .. وهي كانت منذ صغرها شديدة الاهتمام بالقضايا المتعلقة بحقوق الانسان .. بدأت نشاطها وهي في الحادية عشرة من عمرها بالعمل التطوعي لرعاية الاطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة .. يقول المقربون منها انها كانت فتاة متفردة لديها احلام كبيرة وانها منذ طفولتها كانت تبحث عن العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان السياسية والاقتصادية ماتت راشيل كوري في سن الثالثة والعشرين دون ان تحقق حلمها تحت سمع وبصر العالم وتحت عجلات بلدوزر اسرائيلي يقوده جنود لا يفرقون بين ارهابي وناشط سلمي .. بين مقاوم فلسطيني يدافع عن بيته واسرته وبين فتاة اجنبية في عمر الزهور تحاول بالطرق السملية وقف عدوان علي ابسط حقوق الانسان .. الحق في المسكن .. وتقول سارة سيمبسون الشقيقة الكبري لراشيل ان مقتل شقيقتها غير حياة اسرتها بالكامل .. فتقاعد والدها عن العمل .. وكرست هي حياتها للحصول علي اعتراف من الحكومة الاسرائيلية بالقتل العمد لشقيقتها وقامت بانشاء ( مؤسسة راشيل كوري) من بين اعضاء اسرتها واصدقائها والمجتمع الذي وهبته حياتها .. وذلك بهدف مواصلة التوعية بالعمل الذي بدأته وكانت تأمل في استكماله محامي الاسرة يقول انه جري تعتيم علي التحقيقات التي اجراها البوليس الاسرائيلي حول الحادث حتي انه من بين ما يزيد علي ست ساعات من تسجيلات الڤيديو حول الحادث لم تتسلم الاسرة منها سوي 14 دقيقة علي شريط معتم وناقص وغير واضح .. في يوم 16 مارس عام 2009 افتتحت علي مسارح برودواي مسرحية مأخوذة بالنص من مذكرات راشيل تحت عنوان ( انا اسمي راشيل كوري) بمناسبة ذكري مقتلها وبلوغها سن الثلاثين.. الاسرة تقول ان الحكومة الامريكية تشجع مقاضاة الحكومة الاسرائيلية وقامت الاسرة بجمع توقيعات اكثر من سبعين من اعضاء الكونجرس علي خطاب يطالب بتحقيق جدي في الحادث