جلال دويدار رغم أنه لا يوجد ما يجعلنا نستبشر خيرا من وراء نتائج معركة الانتخابات الرئاسية الامريكية إلا ان الامر لا يمنع من متابعتها من باب العلم بالشيء.. لا أمل في أي تغيير في المواقف السياسية الأمريكية سواء تمت اعادة انتخاب أوباما الديمقراطي لفترة رئاسة ثانية أو هزيمته أمام منافسيه من المرشحين الجمهوريين اللذين سيتم اختيار احدهما خلال الاسابيع القادمة.. في هذا الاطار فإنه من غير المتوقع ان يكون هناك تحرك في اتجاه الانحياز للعدالة ضد الظلم الواقع علي الفلسطينيين والعرب. يتضح ذلك جليا في تعاظم التزيد من جانب هذين المرشحين في تقديم الوعود لاسرائيل وجنوح أوباما الي التواطؤ مع عدوانيتها وعدم اتخاذ اجراءات واضحة من ممارساتها في ظل هذا المسلسل.. نجد المرشح الجمهوري جينجرتش رئيس مجلس النواب السابق يكشف عن جهله وتحيزه لاسرائيل بالدعوة الي تهجير الفلسطينيين الي الدول العربية مدعيا أن فلسطين ليست أرضهم ولا دولتهم!!. في نفس الوقت يعلن منافسه الجمهوري رجل الاعمال رومني نيته نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الي القدس بما يعني الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل مسقطا بذلك الحقوق العربية والاسلامية في هذه المدينة المقدسة.. ووفقا للاستطلاعات ونتائج الانتخابات الداخلية للحزب الجمهوري فان رومني يستحوذ علي فرص أكثر للفوز باختيار الحزب الجمهوري. الشيء الذي يجب ان يعلمه الجميع هو انه ليس للقضايا السياسية حجم التأثير الذي يمكن من خلاله أن يحسم الانتخابات في الولاياتالمتحدة.. وعلي هذا الاساس فإن التأثير الاكبر الذي يمكن الاعتماد عليه في هذا الحسم هو القضايا الاقتصادية باعتبارها تمس بشكل مباشر الحياة المعيشية للمواطنين الامريكيين بشكل اساسي. هذه الحقيقة تؤكدها تجارب الانتخابات السابقة وأحد مظاهرها ما حدث للرئيسين بوش الأب والابن. ان انتصار بوش الاب في حرب تحرير الكويت لم تسمح بمنحه فترة رئاسة ثانية.. بينما تم توديع بوش الابن باللعنات والتنديد رغم انتصاره في حرب إسقاط صدام . إذن فان توافر امكانات التحسن في الاقتصاد الامريكي خاصة فيما يتعلق بخلق الوظائف ورواج الاستهلاك الداخلي يعد المحك الاساسي لجذب التأييد الجماهيري في اي انتخابات امريكية. وفي هذا السياق الانتخابي يعد الفوز في انتخابات الحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا نقطة حسم لصالح رومني علي ضوء الثقل والحجم الكبير للولاية التي ينوب عنها عدد كبير من المندوبين يقدر ب 05 مندوبا في مؤتمر الحزب الذي سوف يعقد في اغسطس القادم . وقد اعتمد رومني في معركة فلوريدا علي تكثيف هجماته ونقده الحاد لمنافسه جينجرتش مستخدما في ذلك القدرة علي الانفاق علي حملته الانتخابية وهو ما يشير الي ان الملاءة المالية تعد عاملا اساسيا في مسيرة النجاح. وإلي ان يتم تحديد المرشح الجمهوري الذي سوف ينافس اوباما فإن تحسن الأوضاع الاقتصادية علي ضوء انخفاض معدلات البطالة.. سوف يساعده في إقناع الناخبين بجدوي سياساته الاقتصادية في تحسين دخولهم. كما ان استمراره في اللعب علي وتر خفض الاعباء الضريبية سوف يرفع من اسهمه.. ويتوقع المراقبون ان يكون للمناظرات التي سيتم تنظيمها بين أوباما ومنافسه الجمهوري دور كبير في تفضيل الناخب الامريكي للمرشح الذي سيفوز بالرئاسة.