إذا كانت متاجرها قد افترشت وتزينت استعدادا لعيد الحب.. فالانتخابات التمهيدية الرئاسية هى البضاعة الأكثر رواجا فى جميع أسواقها السياسية والصحفية.. وبين الكرنفالين تعيش العاصمة الأمريكيةواشنطن أجواء مميزة رصدتها «روزاليوسف»، وهى تلك التى لاتراها إلا فى أمريكا ونظامها الانتخابى المعقد. فقبل أيام وتحديدا الثلاثاء ربح المرشح الجمهورى «ميت رومنى» فى الانتخابات التمهيدية بولاية فلوريدا، لاختيار مرشح الحزب الجمهورى لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وذلك حسب النتائج الرسمية التى أعلنت فى الولاية. وحسب هذه النتائج، فقد فاز رومنى ب 46 فى المائة من مجموع الأصوات، بينما حصل نيوت جينجريتش الذى حل ثانيا على 32 فى المائة. إلا أن جينجريتش نفى أنه ينوى الانسحاب من السباق. وأعلن رومنى فوزه فى خطاب ألقاه أمام أنصاره، وأقر بضراوة المعركة مع منافسه الرئيسى جينجريتش، قائلاً: إن الانتخابات التمهيدية ليست سهلة. وقال رومنى إن فوزه يعد إنذاراً للرئيس باراك أوباما والحزب الديمقراطى. بهذا الفوز اقترب رومنى بقوة من أن يصبح الوجه الجمهورى الذى سيلاقى أوباما فى انتخابات نوفمبر القادم. فوفقا للنظام الأمريكى يتنافس المرشحون فى المرحلة التمهيدية ومن يربح يكون برنامجه ملزما للحزب الذى أعلن المرشح أنه يمثله وليس العكس كما هو الحال فى معظم دول العالم بأن يكون برنامج الحزب ملزما للمرشح.. وهذا الأمر نابع من الفلسفة الأمريكية ذاتها التى تعتبر الفرد بشكل مباشر هو أساس النظام الاجتماعى. وإذا حاولنا الاقتراب أكثر من قواعد اللعبة الديمقراطية فى أمريكا، فسنجد أن المرشح يبدأ أولا بطرح نفسه على مستوى الولاية.. يحدد برنامجه بناء على استطلاعات رأى تقوم بها شركات متخصصة فى هذا المجال يتعاقد معها لهذا الغرض والحكومة ملزمة بإعطائه قوائم شاملة للناخبين.. بناء على هذه الاستطلاعات يحدد أولوية القضايا الاقتصادية والاجتماعية التى ستتصدر خطابه السياسى، وتصبح عمودا فقريا لهذا البرنامج ليبدأ معركته والتى تتكلف أموالا باهظة، وهنا يأتى دور منظمات المجتمع المدنى وجماعات الضغط والتى يذهب إليها المرشح ويحاول إقناعها به، وأن يقوموا بمساندته فى حشد متطوعين له وجمع تبرعات كافية لخوض الانتخابات وحتى لو كان يملك المال فإن القاعدة الأمريكية المستقرة فى هذا الخصوص مفادها أن من يدخل الانتخابات على نفقته سيخسر الانتخابات، وسيخسر أمواله وبعد هذه العملية المعقدة إذا ما تفوق على أقرانه فى المرحلة التمهيدية يكون هو مرشح الحزب فى الانتخابات النهائية.. وإذا ما ربح يربح معه كل من ساندوه سواء أفرادا أو منظمات.. فالسياسة فى أمريكا هى سوق للأفكار وتخضع لمسألة العرض والطلب والربح والخسارة. وفى فلوريدا شهدت الانتخابات التمهيدية للجمهوريين أكثر معارك الترشح التى خاضها المرشحون ضراوة، من خلال الإعلانات التليفزيونية. وأشارت استطلاعات آراء الناخبين إلى أن الاقتصاد كان الهم الرئيسى للغالبية العظمى من الذين صوتوا فى فلوريدا. وأوضحت الاستطلاعات أن رومنى اجتذب أطيافا مختلفة من الناخبين الجمهوريين، ومن بينهم أفراد الجالية الإسبانية المهمة. وفى الوقت الذى حصل جينجريتش على أصوات المتدينين ودعاة الحفاظ على الحياة، فاز رومنى بدعم أغلبية المتعاطفين مع ما يعرف ب«حزب الشاى». ومن المرشحين الآخرين الذين يسعون للحصول على ترشيح الحزب الجمهورى لتحدى الرئيس أوباما فى الانتخابات الرئاسية فى شهر نوفمبر المقبل ريك سانتوروم ورون بول. واحتل سانتوروم المركز الثالث فى انتخابات فلوريدا التمهيدية، وحصل على 13 فى المائة من الأصوات، بينما حصل بول على 7 فى المائة وكان ترتيبه الرابع. وفوز رومنى فى فلوريدا هو الفوز الثانى له، بعد نيوهامبشير، ويؤهله هذا لضمان الحصول على الأصوات ال50 الممثلين للولاية.. ووعد رومنى مؤيديه -فى خطاب ألقاه بعد إعلان فوزه فى الولاية- بالفوز بالرئاسة من أجل أمريكا فى شهر نوفمبر المقبل. وقال: «إن التنافس على الترشيح لا يقسمنا، بل يوحدنا، وسنفوز»، مشيدا بمنافسيه الثلاثة الآخرين. وتحدى رومنى الرئيس أوباما قائلا: «سيدى الرئيس، لقد انتخبت لتقود البلاد، لكنك آثرت أن تتبع غيرك، وحان الوقت لتركك الساحة». «إن قيادتى ستنهى حقبة أوباما، وتبدأ حقبة جديدة من الرخاء للأمريكيين». ووعد رومنى أنه -إذا فاز- فسيحد من الإنفاق الحكومى، ويعيد التوازن إلى الميزانية الوطنية، ويلغى قانون أوباما للرعاية الصحية. ولايزال جينجريتش متحديا لرومنى. وقال لأنصاره إنه سيظل فى السباق حتى النهاية. على الطرف الآخر واقع الأمر يقول إن أوباما الذى يرى المؤيدون له أنه تجسيد لحلم «مارتن لوثر كينج» لم يشمر عن ساعديه بعد فى المارثون الانتخابى.. والذى سيدخله بحملة تصل تكلفتها إلى 221 مليون دولار حسب ما ذكر الرؤساء العديد من التقارير الصحفية الأمريكية وينتظر هو وحزبه انتهاء عملية تكسير العظام واستنزاف الأموال بين الجمهوريين لحسم من يمثلهم أمامه، إلا أن شباب حملته مازالوا يحتلون التفوق على الساحة الإلكترونية والذى ابتدع توظيفها فى انتخابات 2008 لتكون نهجا جديدا فى عالم السياسة. وسواء كان أوباما أو رومنى أو بوش أو كلينتون فأى رئيس أمريكى ماهو إلا دمية فى يد إسرائيل.. وهذا ليس كلامنا ولكن ما تقوله سيدة عجوز تدافع عن القضية الفلسطينية بشراسة معتصمة أمام البيت الأبيض وتدعى كنسبنيوس توماس للوهلة الأولى تتصور أنها من أصول عربية أو فلسطينية ولكنها إسبانية الأصل التقتها «روزاليوسف» هناك أمام مقر حكم الرئيس الأمريكى، وقالت إن جميع الأمريكيين قراراتهم تخضع لإسرائيل وقادتها والرئيس الأمريكى فى هذه المعادلة ماهو إلا دمية يتلاعبون بها وترى أن إسرائيل هى الخطر الذى يهدد العالم.