إبراهيم سعده جلسة مثيرة تلك التي تابعناها علي الهواء من داخل مجلس الأمن في نيويورك. الجلسة خصصت لمتابعة آخر تطورات الحرب البشعة التي يشنها الرئيس السوري ضد ملايين المتظاهرين السوريين المطالبين بإسقاط النظام وتغييره لنظام ديمقراطي يعيد الحقوق والحريات للشعب التي سلبت منهم علي مدي العقود العديدة الماضية. لم نسمع جديداً في الكلمات المهمة التي قيلت في مجلس الأمن. فقد أكد الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ورئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية ما نعرفه جميعاً عن الفظائع التي يرتكبها بشار الأسد يومياً ضد شعبه، التي وصفها رئيس الوزراء القطري قائلاً: »إن القمع في سوريا بلغ حدودا لا يمكن تصورها، وأن آلة القتل الحكومية في سوريا لا تزال تعمل بكل فعالية، وان القوات السورية ترتكب انتهاكات ممنهجة قد ترتقي لمستوي جرائم ضد الإنسانية«. ومن جهته.. طرح الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية تلخيصاً لأهم ما جاء في المبادرة العربية التي تحقق تطلعات الشعب السوري، مؤكدا أن الأزمة السورية يجب أن تعالج في الإطار العربي بعيدا عن التدخل الأجنبي وبالذات العسكري، وكل ما تنتظره الجامعة العربية من مجلس الأمن هو دعم مبادرتها لوقف اطلاق النار فوراً حماية للشعب السوري. وتتابعت كلمات من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون و وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه و وزير خارجية بريطانيا وليام هيج وكلها تندد بجرائم النظام السوري وتدعو لإبعاد بشار الأسد، وتؤيد كل ماجاء في المبادرة العربية. لن أتوقف أمام الكلمة التافهة التي ألقاها مندوب النظام السوري في الأممالمتحدةبشار الجعفري الذي لم يجد من يستند إلي دعمه للنظام السوري سوي شاعر العرب الراحل نزار قباني لينقل عنه بيتا من إحدي قصائده التي عبر فيها عن حبه لعاصمة بلاده، رغم أننا نعلم أن شاعرنا الكبير غادر سوريا إلي منفاه الاختياري في أوروبا، وغيرها، رفضاً لنظامها الحاكم الديكتاتوري ولم يعد إليها إلاّ محمولاً داخل نعشه.
ورغم اهتمامي بسماع ما سيقوله مندوب روسيا التي تملك حق "الفيتو" الشهير لعرقلة تمرير أي قرار لمجلس الأمن يتعارض مع مصالحها، رغم إجماع المجتمع الدولي إلا أن كلماته لم تكن مفاجأة، ولا صادمة، لي وإنما جاءت كتحصيل حاصل لموقفها المعروف بناء علي مقولتنا العربية الشهيرة: " خالف.. تعرف". فالمندوب الروسي فيتالي تشوركين كرر في كلمته ما أعلنته موسكو المرة بعد الأخري عن رفضها:"أي قرار أممي يتضمن فرض عقوبات علي سورياأو فقرات تؤجج الصراع، وتبرر التدخل الأجنبي في سوريا، وفي الوقت نفسه جدّد تشوركين الدعوة المفتوحة أمام ممثلي المعارضة والحكومة لل "حوار في موسكو دون شروط مسبقة وقد يفضي إلي تسوية سلمية". وبالطبع هللت أبواق الأسد لما قاله مندوبها لدي الأممالمتحدة، وهللت أكثر لما قاله المندوب الروسي، لتنتقل بعدها لتضاعف التهليل لما قاله ما أسمته ب: مصدر مسئول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، الذي ندد بما سمعناه من كلمات خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة، قائلاً: " إن عدائية التصريحات الأمريكية والغربية تتزايد بشكل فاضح ضد سوريا، والتي لا يمكن لأحد ربطها بعد الآن بالعملية الإصلاحية الجارية فيها، والتي لطالما ادعت أمريكا وأتباعها الحرص عليها".