خلال حواري مع سائق التاكسي فاجأني بهذه العبارة: مش ملاحظ يا أستاذ ان الفراخ البيضة كترت؟!.. أمنت علي كلامه وقلت له: اهي حاجة تساعد الشعب الغلبان.. علي الأقل الفراخ عاملة توازن شوية في أسعار اللحوم وإلا كان كيلو اللحم وصل ل 001 جنيه وأكثر. نظر لي السائق في دهشة وقال: فراخ إيه ولحمة إيه.. أنا بأكلمك يا فندي علي التاكسيات البيضة اللي ملت الشوارع.. قلت له وإيه علاقة الفراخ بالتاكسيات؟!.. قال: السواقين وأصحاب التاكسيات السوده القديمة مسميين التاكسيات الجديدة كده.. فراخ بيضة.. قلت له: وإنت زعلان ليه من الفراخ البيضة أقصد التاكسيات الجديدة؟!.. قال دي عملية نصب في نصب!! سألته كيف؟.. قال: بالله عليك لو كانت عربية زي اللي انت راكبها دي بتاعتك.. ترضي تبيعها بخمسة آلاف جنيه.. دا الباب فيها يساوي الشئ الفلاني.. ناهيك عن الموتور والزجاج الأمامي والخلفي وبقية اجزاء العربية؟.. يا بيه دا فيها حديد بس يساوي شئ وشويات!!.. قلت له: ماشي.. لكن العربيات القديمة خلاص هلكت وأصبحت عبئا علي الشوارع لكثرة الأعطال ناهيك عن التلوث والعادم القاتل الذي يخرج منها.. والحكومة هدفها رفع مستوي التاكسيات وتقليل المشاكل في الشوارع. قال: حتي لو صدقنا الكلام ده.. تقوم تاخد التاكسي القديم بخمسة آلاف وتدينا الفرخة البيضة ب 07 و08 و09 ألف جنيه.. دا هو الاستغلال بعينه.. يعني بعد ما كان الواحد مبسوط واللي داخل من التاكسي مكفي البيت من غير أي ديون، يلاقي الواحد نفسه فجأة مديون بثمانين ولا تسعين ألف جنيه؟!.. وياريتهم عارفين يستفيدوا بالعربيات القديمة.. أنا لو كنت منهم كنت فككت العربية وبعتها حته حتة كانت جابت الشئ الفلاني، وساعتها هايختلف الثمن ويبقي 01 أو 51 ألف مش خمسة!! قلت له: بعيدا عن مشكلة تقييم السعر فأنا أري أن التاكسيات الجديدة تعتبر إضافة حقيقية، ناهيك عن أنها حلت المشاكل التي كانت تقع بين السائق والراكب علي الأجرة والتي كان أغلبها ينتهي بمعارك ودماء فأصبح العداد هو الفيصل.. قال: أنت مصدق حكاية العداد دي؟!.. دا السواقين بتوع الفراخ البيضة بيلعبوا في العداد!! قلت له: وكمان الزبون مش حمار.. لما ها يلاقي الأجرة مش منطقية لن يدفع إلا للسواق البنديرة التي تتفق مع المسافة؟!.. قال لي: وطبعا السواق ممكن ما تعجبوش الأجرة ويدخل برضه في مشكلة.. يعني المشاكل هاتفضل موجودة سواء أصبحت التاكسيات بيضة ولا فضلت سودة؟! عند هذه النقطة كنت قد وصلت إلي المكان الذي أريده.. اخرجت من جيبي اللي فيه النصيب وأعطيته للسائق.. وقبل أن انزل من التاكسي سألته: وانت امتي هاتسيبك من الفرخة السوده وتدخل في مشروع الفراخ البيضة؟!.. قال: يا بيه ماخلاص سنة 1102 قربت وكل الفراخ هاتبقي بيضة.. سألته: ولما تركب الفرخة البيضة هاتلعب برضه في العداد؟.. ابتسم وهو يقول لي: يا بيه مش هيه فراخ بيضة.. يبقي الهرمونات لازم تأثر في كل حاجة.. حتي العداد؟! [email protected]