متظاهرون مناهضون للأسد فى »دوما«. اقتحمت القوات السورية صباح أمس مدينة "دوما" بريف دمشق دون مقاومة، وقال ناشطون سوريون أن الآلاف من عناصر القوات السورية ومعظمها في ثياب مدنية انتشرت في المدينة وذلك بعد انسحابها منها الاحد الماضي اثر اشتباكات مكثفة مع عسكريين منشقين. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل اربعة جنود واصابة خمسة اخرين بينهم ضابط في كمين نصبه منشقون في محافظة درعا. وأشار المرصد إلي استمرار اطلاق النار من أسلحة ثقيلة وسقوط قذائف آر بي جي لليوم الثالث علي التوالي في مدينة القصير في ريف محافظة حمص لتؤدي إلي ارتفاع حصيلة الاضرار البشرية والمادية بالمدينة إلي أكثر من 40 مصابا وتضرر جزئي لنحو 22 منزلا. من جهته، قال هيثم عثمان الضابط في مستشفي عسكري بمدينة حمص ان المستشفي يستقبل كل يوم أربعة او خمسة قتلي. وقال للصحفيين في جولة نظمتها الحكومة في أحياء مؤيدة للأسد ان "جماعات ارهابية" مسلحة ومدعومة من قوي خارجية احتلت ثلثي المدينة. واضاف أن تلك الجماعات تجلب اسلحة من لبنان وتركيا وتهاجم المدنيين وقوات الامن. في تطور اخر، أقرت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي أمس الاول بأن الاممالمتحدة لم تعد قادرة علي اعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سوريا لان "بعض المناطق مغلقة تماما خصوصا احياء حمص".
في غضون ذلك، استأنف المراقبون العرب عملهم أمس بعد ان علقت بعثة المراقبين أنشطتها قبل نحو اسبوع انتظارا لنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب لتحديد مصيرها. ومنذ ذلك الحين سحبت دول الخليج 55 مراقبا من فريق البعثة المكون من 165 فردا. وقال مراقب جزائري من الفريق المتوجه لضاحية (عربين) في دمشق إنه قلق لأن بعض جماعات المعارضة كانت قد ذكرت أنها لن تتعاون مع البعثة.
في الوقت نفسه، تجمع مئات الآلاف من السوريين أمس في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد وعن رفضهم التدخل الخارجي في شئونهم الداخلية. وردد محتجون هتافات تندد بما اعتبروه "خيانة عربية من الجامعة العربية". من جانبه، قال عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري خلال مقابلة مع صحيفة "لو فيجارو" ان الاسد يحشد اسلحته في المناطق ذات الاغلبية العلوية، واتهم خدام- اللاجئ الي فرنسا - الأسد بمحاولة تطبيق خطة ل"تقسيم" البلاد "تهدف الي اثارة حرب طائفية". وتابع "اعرف انه (الاسد) ومنذ شهر اسر الي احد حلفائه اللبنانيين بنيته اقامة دولة علوية يمكن ان يشن انطلاقا منها حربا اهلية وطائفية".ودعا المجلس الوطني السوري في رسالة مفتوحة للشعب اللبناني الاربعاء الي "طي الصفحات السوداء" في العلاقات بين البلدين محملا "النظام الدكتاتوري" في سوريا مسئوليتها، وكما دعا الي علاقات علي اساس "السيادة والمساواة" بين الدولتين وإلي "اعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين" والي "ترسيم الحدود السورية اللبنانية". وقال في رسالته انه "يتقدم بهذه المباديء علي مشارف لحظة تاريخية لكل من سوريا ولبنان، مشارف سقوط نظام الأسد".