عام كامل مر علي الثورة المجيدة ،التي لها الفضل كل الفضل فيما وصلنا إليه.. صورة مصر اختلفت وتغيرت وتبدلت.. زال كابوس الخوف من كل شئ وأي شئ وأي شخص مهما كانت قوته أو كان موقعه ..أصبحنا نتكلم بحرية وننتقد دون خوف من جبابرة يقتحمون البيوت بلا وازع من ضمير.. فجرا أو ظهرا أو عصرا. الفضل كل الفضل للشهداء الذين سالت دماؤهم وضحوا بأرواحهم من أجل نتحرر من الكابوس الذي ظل جاثما علي صدورنا ثلاثين عاما ..الفضل للشباب الحر الذي رفض أن يستمر هذا البلد العظيم في حالة التدهور والتخلف التي أوصله إليها مبارك ونظامه، فثار حاملا روحه علي كفه غير عابئ بأن تكون حياته هي الثمن الذي يجب أن يُدفع من أجل تحرير الوطن. مصر الآن لديها برلمان منتخب انتخابا حقيقيا، وليس برلمانا مزيفا يأتي أعضاؤه طبقا لقيمة ما يدفعونه - عيني عينك - للكبار الذين كانوا يعطون الأولوية لمن يدفع أكثر، ويرضي بأن يقبل الأيادي ويلعق الأحذية..! مصر الآن لديها برلمان حقيقي لا هدف له إلا التعبير عن هموم شعب مصر الطيب ، الذي طال انتظاره لليوم الذي يتخفف فيه من الأحمال التي أثقلت كاهله ،وقد جاء هذا اليوم بفضل ثورة شبابنا العظيم . أسعدني أن خصصت الجلسات الأولي بمجلس الشعب لمناقشة سبل تكريم شهداء الثورة بالشكل الذي يتناسب و يليق بقدر التضحيات التي قدموها من أجل إنقاذ مصر من غيابات الجب التي هوت فيها بفعل فاعل لم يدرك حجم الوطن الذي يحكمه ولا الشعب الذي يتولي أمره. مصر اختلفت فعلا، لكنها مع ذلك تحتاج من أهلها أن يختلفواعما كانوا في ظل نظام غيب عقولهم ، وأن يصبحوا علي قدر المسئولية، وأن يجتمع الجميع علي اختلاف توجهاتهم تحت راية الوطن الذي إن لم نفطن لما يتعرض ويحاك له فسوف يضيع منا.. ونضيع معه..! كل التحية لأرواح الشهداء ، ولكل شبابنا الذين أكدوا بثورتهم أن مصر أبدا لاتموت .