شغلت حكاية قسم النواب في مجلس الشعب الجديد اهتمام الناس بدرجة كبيرة.. والقضية في رأيي لم تكن تستحق كل هذا الاهتمام.. فالقضايا الاخري أهم بكثير. أما بالنسبة لموضوع القسم فهو مرتبط بالنوايا.. فالذي يقسم علي ان يرعي مصالح الوطن عليه ان يحدد لنفسه هذه المصالح اولا.. وبالطبع ستكون مصالح الوطن مختلفة من حزب الي آخر.. ومن نائب الي آخر.. المسألة اذن بالنيات.. ولكل نائب ما نوي. المهم أن المجلس المنتخب بإرادة حرة قد دخل في الموضوع المهم فعلا في اليوم التالي.. وهو موضوع الشهداء.. والذي يبدأ بتحديد من هم الشهداء.. ومحاسبة قاتليهم والقصاص منهم.. وتكريم اسمائهم وتحريض اسرهم.. ثم يجيء دور المصابين الذين ينتظرون التعويضات والمعاشات والتكريم المعنوي فضلا عن محاسبة ومعاقبة من اصابهم. كانت كلمات النواب في تلك الجلسة اكثر من معبرة عن ارواح الشهداء واسرهم وعن المصابين وعن كل ابناء الشعب. وانا شخصيا لم اكن اتصور أن يظل المصابون واسر الشهداء يعانون الي هذه الدرجة طوال عام كامل.. وكنا نستطيع ان نعطيهم كل حقوقهم منذ فترة طويلة. لكنها في حقيقة الأمر مسئولية المجلس العسكري وحكومة شرف الضعيف وحكومة الجنزوري المتردد. الآن جاء دور مجلس الشعب ليقتص لهؤلاء الشهداء.. ويرد لاسرهم اعتبارها.. ويكرم المصابين ويرد لهم كرامتهم. فلولا هؤلاء الشهداء لما اصبح المجلس العسكري في مكانته هذه.. ولما جاء شرف او الجنزوري الي الحكم ولما جلس هؤلاء علي مقاعد نواب الشعب.. لولاهم لما كانت مصر بالصورة التي نراها الآن بعد عام كامل من رحيلهم.. ورحيل النظام كله. اليوم سنحتفل بالذكري الأولي لثورة يناير.. كل يحتفل بطريقته كل يحتفل بالشكل الذي يراه.. نوافق علي ان نلبس الاسود حدادا علي الشهداء ونقف صامتين.. نوافق علي ان نحتفل بذكري يوم انتفض فيه الشعب فنرقص ونغني ونرفع الاعلام.. نوافق علي أي شيء الا أن نحرق او ندمر او نخرب.. او نجعله يوما نكره فيه انفسنا.