أكد د. ابراهيم العسيري مستشار وزير الكهرباء وهيئة المحطات النووية وكبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق أهمية مشروع محطة الضبعة النووية لتأمين وتنويع مصادر الطاقة لمصر، كما أكد في حوار خاص ل»الأخبار« أن منطقة الضبعة هي أفضل موقع لاقامة المحطات النووية علي مستوي العالم، واستغرقت دراسات اختياره نحو 03 عاما، مشيرا الي ان مصر خسرت نحو 522 مليار دولار نتيجة تأخر تنفيذ المشروع.. وهكذا دار الحوار. هل مصر في حاجة ملحة لمشاريع الطاقة النووية؟ المشروع يأتي من منطلق نكون أو لا نكون باختصار لأنه لا يوجد بديل وبدون المحطات النووية المدعومة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا يمكن تغطية احتياجات مصر من الطاقة الكهربائية اللازمة لاحتياجات المواطنين وأنشطة التنمية المختلفة. وماذا عن بدائل الغاز الطبيعي والبترول والفحم؟ الغاز الطبيعي والبترول في مصر مصادرهما محدودة كما يفضل توجيه المصادر المتاحة حاليا لاستخدامات أخري أكثر جدوي اقتصادية مثل صناعات البتروكيماويات أو وقود السيارات ووسائل النقل.. ولك أن تعرف أن استخدام الغاز الطبيعي في التدفئة والأغراض المنزلية أكثر جدوي وكفاءة من استخدامه في توليد الكهرباء بنسب تتراوح ما بين 30 إلي 40 ٪.. أما الفحم فليس لدينا مصادر له.. وتحتاج محطة كهرباء بقدرة 1000 ميجاوات لنحو 30 طن وقود نووي في حين تحتاج من 2 إلي 3 ملايين طن فحم ستأتي حتما من الاستيراد فماذا نفعل حال انقطاع خطوط الامداد لسبب أو لآخر.. ولمعالجة ذلك لابد من تكوين مخزون استراتيجي من الفحم يكفي لأربعة أشهر ولك أن تتصور تكلفة ذلك.. بجانب التأثيرات البيئية للرماد الناتج عن استخدام الفحم.. وتبقي الكهرباء المولدة من مساقط المياه ونحن في مصر استخدمناها بالكامل ولم يبق منها سوي النذر اليسير. والطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا يمكن الاعتماد عليهما بل يدعمان فقط الطاقة النووية ولننظر مثلا للولايات المتحدةالأمريكية التي بها مناطق سطوح شمس أفضل من مصر وفي الوقت نفسه بها 104 محطات نووية للكهرباء.. وكذلك الوضع في اسبانيا وفرنسا وايطاليا وجميع الدول المطلة علي البحر المتوسط.. ولنتجه شرقا لليابان التي يطلق عليها بلاد الشمس المشرقة ويوجد بها حاليا نحو 50 محطة نووية. نأتي لما يحدث حاليا في منطقة الضبعة حول موضع المشروع النووي المصري.. علميا لماذا تم اختيار هذا الموقع بالذات؟ منطقة الضبعة هي أفضل موقع لإقامة محطات نووية ليس في مصر فقط بل علي مستوي العالم.. واستغرقت الدراسات حولها نحو 30 عاما ولا أخفيك أن مصر دخلت التاريخ في هذا الموضوع.. وكان من المقرر بدء المشروع عامي 1981 أو 1982 لكن تأخر التنفيذ مما كبدنا خسائر 225 مليار دولار طوال الثلاثين عاما وهذا الرقم يمثل فارق تكلفة الوقود النووي المستخدم في المحطات النووية مقارنة بتكلفة الغاز الطبيعي والبترول الذي نستهلكه حاليا في محطات الكهرباء. وتناولت دراسات موقع الضبعة الوضع الزلزالي والفيضانات أو الأعاصير والمياه الجوفية وشبكات الكهرباء وخطوط النقل وكذلك من الناحية الجيولوجية حيث اتضح عدم تعرض جيولوجيا الارض هناك لهبوطات وهذا مهم جدا في مواقع المحطات النووية.. ودليل ذلك أنه رغم ما حدث أخيرا في مفاعل فوكوشيما في اليابان فإن أرض المحطة لم تتأثر بتشققات أو هبوط أو غيره لأن هذه المواقع مدروسة بدقة. لكن هناك تخوفات من أهالي الضبعة من إمكانية حدوث تسربات أو غيره ؟ - أؤكد بضمير مصري يخاف علي أهل بلده أن نوع المفاعلات النووية الذي سنستخدمه في محطة الضبعة لم يسبق له حدوث أية تسرب اشعاعي علي مدي تشغيلها منذ خمسينيات القرن الماضي وهذا النوع يستخدم في 70٪ من المحطات النووية في العالم.. وللعلم فإن مفاعلي تشيرنوبل وفوكوشيما مختلفان تماما. التعويضات وهل تعتقد أن التعويضات الاضافية التي قررتها الدولة ستحل مشكلة أهالي الضبعة؟ -أتمني هذا لصالح مصر أولا وأخيرا فما يحدث من تعديات علي أراضي موقع الضبعة والتي تقدر بالملايين ستتحملها الدولة وبالتالي المصريين فالموقع يضم حاليا معامل تبريد ومراكز تدريب وأجهزة .. لكن ما يحدث لا علاقة له بامكانية حدوث تسربات اشعاعية من عدمه لأن مشروع المحطة ذاتها لم يبدأ تنفيذه بعد.