كنا خائفين من الفلول ونفوذهم، ومؤامراتهم، وإمكانية عودتهم إلي البرلمان من خلال الانتخابات، وطالبنا بالاسراع في اصدار قانون العزل، أو الغدر، أو أي قانون يبعدهم عن الحياة السياسية وتكاسلت حكومة شرف المستقيلة، ولم تصدر القانون إلا قبل بداية مارثون الانتخابات بأيام قليلة فلم يطبق القانون علي أي »فِل« وخاضوا الانتخابات وأسقطهم الشعب كما اسقط النظام في الثورة. ولعل هذه التجربة العظيمة للانتخابات - التي لم يتوقعها أحد - تكون مؤشرا علي انه لا يجب ان نخاف من أحد، أو من مجهول، ولا أصابع خارجية، ولا طرف ثالث، ولا لهو خفي، فالشعب المصري يثبت للعالم، ولنفسه أولا أنه بلغ من النضج عتيا، وقادر علي معرفة مستقبله، والتفرقة بين الغث والسمين. المشكلة الكبري في حكام مصر أو من يتولون تسيير أمورنا لانهم يتعاملون مع الشعب علي أنه ساذج وغير ناضج ولا يستوعب الديمقراطية والحرية - كما كان يقول د.أحمد نظيف رئيس وزراء مصر المحبوس- ويأخذ قراراته علي انه وصي علي هذا الشعب الذي لم يبلغ سياسيا، ويفهم الحكام السكوت علي انه علامة رضا، ولا يعي انه علامة صبر وانتظار، واعطاء فرصة للحاكم لكي يغير سياسته. من يراهن علي الشعب.. يكسب.