أولاً: تنظيف القاهرة بالغرامات ، وتشغيل الشباب محافظ القاهرة الدكتور المهندس عبد القوي خليفة من الأكيد أنه غير تقليدي في أسلوبه فحينما طرح علي الساحة اقتراحين يمثلان طموحين من الحجم الثقيل: أولهما أن نري عاصمتنا نظيفة .. وهذا فعلا طموح كبير حينما يختار أهل القاهرة أن يحولوا عاصمتهم إلي "مقلب زبالة".. تؤذي البصر والصحة .. في ظل جبروت من الإهمال لأنه لا رقيب ولا جزاء. وسبق أن أعطيت مثالاً في نفس هذا المكان عن إعجابي غير العادي ببيروت حينما زرتها ورأيت كيف أن حي "سوليداريتي" الذي بناه بذوق وتفرد المرحوم الشهيد الحريري رئيس الوزراء السابق ، وحينما رآني أصدقاء من لبنان أنظر حولي علي أرض الشوارع في هذا الحي وكأني أبحث عن شيء ، ورداً علي سؤال أصدقائي عم أبحث ؟ فقلت: "منذ أكثر من ساعة وأنا أبحث عن ورقة واحدة تكون قد ألقت بها أيدي الإهمال". ورد علي أصدقائي أنه لن يتجرأ إنسان بارتكاب هذا الخطأ لأنه سيدفع غرامة فورية لمجلس مدينة بيروت بالليرة أو بالدولار ... ودعوت علي سبيل الدعابة شعب القاهرة لرحلة سياحية لبيروت وبجانبها دورة تدريبية عن النظافة ،ولم يذهب الصديق محافظ القاهرة إلي بيروت. وطبق من وحي اختياره وإرادته فكرة فرض غرامة علي من يساهم بخطأ منه في إلقاء المخلفات في الشارع وتصل إلي أربعة آلاف جنيه، وإذا جاءت المخالفة من سائقي السيارات يتم تحصيل الغرامات عند تجديد الرخص. بقي أن تساعد كل أجهزة "الضبط والربط" محافظ القاهرة في عدم التهاون في أن يدفع كل مهمل الغرامة فورياً. وألا يعتمد أي مواطن أخطأ بالإهمال علي رد فعل تعودنا عليه "انت تعرف أنا مين ..؟" وأنصح رجل "الضبط والربط" برد حاسم علي هذا المواطن المغرور: "أنا لا أعرف أنت مين ، ولا أريد أن أعرف ، وكل ما أعرفه أنك ستدفع الآن". أما الطموح الثاني لمحافظ القاهرة فهو تنشيط دور الشباب "باقتراح التعاون بين شباب ائتلاف الثورة وشركات النظافة وهيئة نظافة وتجميل القاهرة" ووعد المحافظ عند التقييم بتوفير الامكانيات والأدوات اللازمة. وفهمت علي مسئوليتي أن كلمة امكانيات تعني مكافآت مالية. أخشي أن الشباب سيفضل دور الزعامة في الميدان. ثانياً: الحكم المحلي ذ قدوة ونموذج بحي النزهة كان لدي حكم مسبق علي نظام الحكم المحلي وعدم قدرته علي الإصلاح والنظافة والتجميل ، وعلي عكس عادتي في رفض التعميم في الأحكام إلا أن نصيب الحكم المحلي في تقييمي كان قاسياً. وجاء وقت وقعت عيني فيه علي نموذج مشرف في مصر الجديدة وبالتحديد في حي النزهة ونظرا أن حوالي عشرة أعوام عشتها في كل مرة آتي من باريس للقاهرة في بيت ابن خالي بشارع عبد العزيز فهمي ، وأقرب إنسان إلي قلبي اللواء سامي الخطيب رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة ، وبجانب عائلته التي كانت بمثابة عائلتي ، ومن يومها وأنا أهتم بحي مصر الجديدة. وعلمت من أهل حي النزهة سعادتهم بعودة اللواء محمد سلطان إلي موقعه رئيساً لحي النزهة ليكمل مسيرته ويتم التطوير بطريقة حديثة جداً.. وقد تم فعلاً تحديث طرق وميادين وحدائق الحي حول شارع المشير أحمد إسماعيل وميدان الحجاز وشارع عبد العزيز فهمي وغيرها من المواقع. وجاء ضمن التطوير إزالة الأعشاب والنباتات الشيطانية ثم تتم الزراعة بطريقة حديثة بعد التطهير بمواد كيميائية ثم فرد الرمل والنجيلة الجاهزة. وجار حاليا أيضاً تطوير ميدان هليوبوليس بأحدث معدات الإضاءة العالية. وبجانب كل ذلك أضاف اللواء اللمسات الجمالية التي تعلمها علي يد رئيسه اللواء سامي الخطيب والذي ما زال يذكره بالخير حتي الآن. أما طريقة تمويل خطة التطوير فكان السر وراءها الثقة بين رجال الأعمال والتجار والسلطة التنفيذية في الحي مما شجعهم علي العمل التطوعي. ولم يكن غريباً في الاجتماع الذي نظمته محافظة القاهرة للأحياء للاستماع لتجاربها. إن نجاح اللواء محمد سلطان كان نتيجة دعم وتأييد محافظ القاهرة الدكتور المهندس عبد القوي خليفة. كان وسيظل نجاح أي موقع في الجهاز الإداري يكمن في اختيار قيادة صالحة وقادرة ورئاسة تؤيد وتدعم مبادرات هذه القيادة.