عندما طرحت الأسبوع الماضي -في هذا المكان- مبادرة (دولارك لبلدك) فقد كان هدفي هو تقديم حلول وأفكار ورؤي يمكن لحكومة الجنزوري -إذا أرادت- أن تأخذ بها لحل مشكلة العجز المالي الكبير في الموازنة العامة للدولة والذي وصل الي 185 مليار جنيه. وتسعي الحكومة لتخفيضه بمقدار 23 مليار جنيه، وتعرف غالبية المصريين عزم الحكومة لتغطية عجز الموازنة عبر اقتراض مبلغ قيمته 12مليار دولار من المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي وبعض الحكومات الأجنبية، وسوف يفرض هؤلاء جميعا شروطهم لاقراضنا، لذا جاء التفكير في تلك المبادرة، الموجهة للمصريين العاملين بالخارج وعددهم عشرة ملايين مصري وتصل نسبة أصحاب الدخول الثابتة والأعمال المنتظمة حوالي ستة ملايين مصري، ونريد من هؤلاء بمناسبة الاحتفال الأول بثورة يناير تحويل مبلغ الف دولار الي حساباتهم البنكية داخل مصر كوديعة لمدة عام حتي يتاح للحكومة المصرية عبر البنك المركزي اقتراض هذا المبلغ الذي سيكون في حدود ستة مليارات دولار وهو نصف المبلغ الذي تريد مصر اقتراضه من الخارج، وقد اشترطت المبادرة بعض الضوابط تجاه الحكومة حال اقتراضها تلك المليارات الستة مثل عدم تحويل (تهريبه) هذا القرض للخارج لصالح بعض رجال المال والأعمال وكذلك عدم استيراد سلع استهلاكية، وأصبح للفكرة (جروب) علي موقع التواصل الاجتماعي -فيس بوك- وسجلت نسب دخول واشتراك كبيرة خاصة خلال الساعات الأولي، واهتمت بعض وسائل الإعلام بالفكرة ونقلها للمشاهد أو المستمع بشكل تفصيلي. وقد استفسر عدد كبير من المصريين العاملين بالخارج عن تفاصيل الفكرة وكيفية تفعيلها، كما أرسل لي كثيرون اقتراحاتهم عبر البريد الإليكتروني وقد سجلت أهم تلك الأسئلة والاقتراحات التي وصلتني حتي يمكنني الرد عليها دفعة واحدة وكانت علي النحو التالي: 1- لماذا حرصت المبادرة علي أن يكون ايداع مبلغ الالف دولار يوم 25يناير وهل سيحدث في مصر شيء ما بعد هذا اليوم؟. - 25يناير القادم سيشهد ذكري العام الأول لثورة يناير العظيمة وقد اخترنا هذا اليوم لرمزيته، ويمكن الإيداع قبل أو بعد هذا اليوم، والمبادرة ليس لها علاقة بما سيجري في هذا اليوم سواء من الثوار أو من المحتفلين بتلك الذكري. 2-لماذا ألف دولار وماذا عن المصريين بالخارج أصحاب الدخول المنخفضة؟.. ويمكن للمصريين بالخارج ايداع اي مبلغ يريده بداية من مائة دولار وحتي مليون دولار، فقط نريد المشاركة وقد افترضت المبادرة أن متوسط الإيداع لكل مصري بالخارج ستصل الي ألف دولار. 3-اقترح البعض انضمام بعض الشخصيات العامة للمبادرة مثل المهندس حسب الله الكفراوي لتقديم المشورة وليكون حلقة الوصل بين المودعين والجهات المعنية.. ونرحب بكل القامات المصرية بالانضمام للمبادرة وعرض الاقتراحات سواء بالاضافة أو الحذف، وتقديري أن تلك الاقتراحات سيتم تفعيلها فور الاستجابة الحكومية للمبادرة. 4-ماهو الجديد في المبادرة اذا كان المصريون بالخارج يقومون يتحويل اموالهم لحساباتهم داخل مصر؟.. والجديد هو شعور كل مصري بالخارج أنه ليس بعيدا عن وطنه وأنه يساهم في حل مشاكله حتي وهو بعيد عنه كما أن ايداع كل المصريين في توقيت واحد سيوفر مبلغا كبيرا من العملة الصعبة داخل البنوك ومن ثم سينخفض سعر صرف الدولار ويمكن للبنك المركزي اقتراضه، وجوهر المبادرة عدم اعتمادها علي تبرعات المصريين بالخارج أو تقديم المساعدة بل مجرد ايداع مايريد داخل حسابه البنكي بمصر كوديعة بنكية لمدة عام. 5-لماذا قصرت المبادرة نفسها ورسالتها علي المصريين العاملين بالخارج وماذا عن المصريين بالداخل؟. -المؤكد أنه لافرق بين الاثنين، ربما العاملون بالخارج سوف تتاح لهم فرصة التحويل بالعملة الصعبة، وبالنسبة للمصريين بالداخل فقد جري اقتراح ان يقوم كل مصري لديه حساب بنكي بالعملة الصعبة بتحويل عشرة بالمائة من هذا الحساب الي الجنيه المصري للمساهمة في توفير الدولار بالبنوك ورفع قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية. 6- ما الجديد في تلك المبادرة وهل جري عرضها أو تقديمها الي الجهات المعنية والمسئولة بالحكومة المصرية؟. -كافة عناصر المبادرة والتي نشرناها الأسبوع الماضي جري تقديمها الي الدكتور كمال الجنزوري لقراءتها ودراستها وبحث امكانية اطلاقها ودعمها أثناء الاعداد للاحتفال بالثورة، ونحن نأمل خيرا في ذلك. 7-هوه كل البلد ماتتزنق تروح مفكرة في العاملين بالخارج بينما تنساهم طول العام ولاتسمع لشكواهم؟. -متفق مع هذا الكلام لكن بلاش كلام في الماضي نحن نتحدث بعد ثورة عظيمة لشعب عظيم وكل مصري عليه دور تجاه بلده وشعبها وبهذا المنطق هل كان علي مصريي الداخل انتظار قدوم مصريي الخارج للقيام بثورتهم، نعم هناك مطالب للعاملين بالخارج يجب مناقشتها بصراحة الآن لكن المبادرة ليست تبرعا بل ايداع فلوس في الحساب الشخصي للمودع. 8-كيف نحول أموالا لبلد لايزال نظامه الفاسد قائما، فكيف تريدنا مساعدته بينما اسقاطه واجب وطني؟. -نعترف أن النظام (السابق) ليس سابقا لأنه لم يسقط بعد لكن تذكر أن اسقاط النظام السابق هو عملية مستمرة كما أن النظام السابق وبعض أعوانه يريدون (كعبلة) مصر وشعبها في ديون كبيرة داخلية وخارجية وتكتيفها ونحن نريد قطع طريق المديونية علي المصريين. نأمل اعلان المبادرة رسميا قبيل الاحتفال بثورة يناير مع الحماس الكبير الذي لمسته من المصريين بالخارج.