قواعد اللعبة.. مصطلح سياسي لا يمكن تجاهله أو إنكاره.. تستوي في ذلك السياسة الخارجية أو الداخلية.. إذا اعترفنا بذلك وتعاملنا علي هذا الأساس لن نستغرب تبدل مواقف الدول والأحزاب والأشخاص. من هذا المنطلق يبدو اعتراف الولاياتالمتحدة أن مصالحها الآن مع الاخوان المسلمين لأن قواعد اللعبة تقتضي ذلك أمراً طبيعياً.. وهو ما اكده السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي مؤخرا.. فإذا كانت الولاياتالمتحدة قد فعلت ذلك من أجل مصالحها بعدما كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية أن الاخوان سيحصدون أكبر عدد من مقاعد البرلمان الجديد يبدو منطقيا إذن هذا التحول »081 درجة« في مواقف عشرات الكتاب والصحفيين الذين يهادنون الاخوان الآن متناسين كتاباتهم ومقالاتهم ضدهم علي مدي سنوات طويلة.. نفس الأمر ينطبق علي الاعلاميين الذين ملأوا الدنيا ضجيجا وهم يهاجمون الاخوان وبين يوم وليلة أصبح الاخوان ضيوفهم المفضلين في برامج »التوك شو«. هذا التحول في مواقف الزملاء الكتاب والصحفيين والاعلاميين لم يقتصر علي توجهاتهم المهادنة للاخوان فقط.. بل امتد أيضا نحو شباب الثورة الذين شغلوهم بالحديث في الفضائيات والصحف عن تنظيم صفوفهم وتوحيد قواهم حتي استطاعت قوي أخري أن تسرق الثورة منهم ! قواعد اللعبة اقتضت أن يسعي حزب الوفد للتحالف مع الاخوان في البداية وهو الحزب التاريخي الذي كان يجب أن تسعي اليه القوي الأخري وليس العكس.. وجعلت بعض الأحزاب تقبل بترشيح »الفلول« علي قوائمها سعيا وراء أصوات مؤيديهم.. ودفعت عدداً من موظفي مجلس الشعب لاطالة ذقونهم استعداداً للقادم ! قواعد اللعبة تجعلنا في كل موقع عمل نتملق وننافق رؤساءنا ونغير مواقفنا منهم بتغير مناصبهم.. سبحان الله !