أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أنه يجب علينا ونحن نستقبل عامًا ونودع آخر أن نقيم هذا العام، سلبًا وإيجابًا ونقدم الحلول ونحاول جاهدين أن نحقق مصالح البلاد والعباد. وقال مفتي الجمهورية: إن خروج مصر من تلك المرحلة الحرجة في تاريخها يستلزم التأكيد علي عدد من الركائز الأساسية من أهمها العلم والبحث العلمي أن يُعدان حجري الأساس والمشروع الاستراتيجي الأول لمصر الذي لن يتم البناء دونه.. جاء ذلك في كلمة فضيلة المفتي خلال مشاركته في برنامج استوديو27 علي التليفزيون المصري أمس الاول وأضاف أن مصر في حاجة ماسة لإعادة صياغة المنظومة التعليمية علي أسس جديدة تضمن سرعة دخول مصر في مرحلة النهضة الحقيقية، وبما يصب في النهاية لدي رجل الشارع العادي، وفي رفاهيته وارتفاع دخله. وأشار فضيلة المفتي إلي أن الركيزة الثانية والتي ينبغي أن نحرص عليها جميعًا هي "الوحدة الوطنية" مؤكدًا أن مصر هي شعب واحد ودم واحد اختلط في السراء والضراء، والتي لم يفرق ترابها في الحروب المختلفة بين دم ودم، فكل منا قدمه فداء لهذا الوطن الذي يحمله في قلبه.. وأكد أن الحفاظ علي هذه الوحدة من أوجب الواجبات الآن؛ حتي تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، وأن مبدأ المواطنة ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور داخل هذا الوطن، فالجميع شركاء في خيره، وشركاء كذلك في اقتسام التكلفة التي سندفعها جميعًا- لا قدر الله- إن تركنا مصر للفرقة والتمزق.. ووجه مفتي الجمهورية مع بداية العام الجديد ثلاث رسائل مهمة؛ أولها رسالة إلي القضاء المصري قال فيها: "ونحن إذ نؤكد علي أننا جميعًا ضد الفساد والمفسدين، فإن شعب مصر لن يقبل أبدًا أن يكون لأمثال هؤلاء المخربين مكان علي أرضه الطاهرة التي رويت بدماء أبنائه الزكية، وأنه في الوقت ذاته نشدد علي ثقتنا الكبيرة في قضائنا المصري الشامخ، وأهاب بالقضاء أن تظل منظومته بعيدة كل البعد عن كل المؤثرات حتي يتحقق العدل الذي ننشده جميعًا . وفي رسالته الثانية التي وجهها إلي جيش مصر العظيم قال فيها: " أنتم الفرسان النبلاء الذين ضربتم وستظلون تضربون أروع الأمثلة في الفداء والتضحية، نشد علي أيديكم دومًا بأن تظلوا درع مصر الواقية، نحافظ عليكم وتحافظون علينا. أما رسالته الثالثة فكانت لجموع الشعب المصري العظيم مشددًا علي أن الاقتصاد هوعماد النهضة الحقيقي، وأنه لا بد أن يبدأ الجميع بلا استثناء العمل بجد واجتهاد ليسترد اقتصادنا عافيته، خاصة في هذا الوقت الذي يتعرض فيه لأزمة حقيقية، لافتًا إلي أن العمل والإنتاج هما الطريق الوحيد للخروج من تلك الأزمة وأنه من الضروري والواجب الآن أن نسد كل أبواب الترف الزائف، وأن يتركز عملنا علي القضايا الكبري التي تبني. وأوضح أن قضية المرأة هي من الركائز المهمة التي لا نمل التأكيد عليها ليل نهار باعتبارها الركن الركين في بناء هذا المجتمع، وأنها كما قالوا نصف المجتمع وتلد النصف الآخر، ويجب أن يكون للمرأة في صناعة النهضة المنشودة النصيب الأكبر. وطالب المفتي في تحديده للركائز الواجب الحرص عليها في بناء النهضة الجديدة جميعَ التيارات والأطياف الاجتماع علي قاعدة أساسية من "المشترك الوطني المصري الحضاري" والمترسخ في وجدان الشعب المصري وعقله، والذي توافقت عليه القوي السياسية والمجتمعية ، لافتًا إلي أنه يجب أن يكون حب مصر قاسمًا مشتركًا بين جميع الأحزاب السياسية العاملة، وأن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن ينبغي أن يترجم إلي أفعال للصالح العام وليس لمصالح حزبية ضيقة، والتركز علي ما يجمعنا وليس علي ما يفرقنا وأن نكف عن إثارة القضايا السطحية التي لا طائل ولا منفعة للوطن من ورائها، وأن نبدأ فورًا في مناقشات موضوعية حول القضايا الجوهرية الأكثر نفعًا للوطن والتي تحافظ علي مكتسبات الثورة المصرية، وترتقي بالمجتمع المصري، وتسهم في النهوض بالأمة في جميع المجالات. وشدد علي أن الإعلام من أهم ركائز تلك النهضة المنشودة باعتباره نبض الجماهير والرافد الأول الذي يشكِّل الرأي العام، لافتًا إلي ضرورة أن يضع صانعوالإعلام أيًّا كان مرئيًّا أومقروءًا أومسموعًا أمانة الكلمة أمام أعينهم، وخطورتها في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن. . ودعا مفتي الجمهورية إلي تكاتف الجميع للقضاء علي الأمية تمامًا، وإيقاف النزيف المتمثل في تسرب الأطفال من التعليم، ومعالجة جذرية لهذه الظاهرة التي تمثل المنتج والمورد الرئيسي لأطفال الشوارع، ومن ثم المورد والمكون للبلطجية. واستطرد فضيلة المفتي إلي وجود ركيزتين أساسيتين هما العمل والأمل؛ فالعمل قيمة كبري ينبغي إحياؤها والإعلاء من شأنها في قلوب المصريين جميعًا. وقال إنه علينا أن نصدِّر الأملَ للناس دائمًا، الذي هوقيمة من أعلي قيم الإسلام.