هناك قول مأثور مفاده أن الفرصة تبزغ لفترة وجيزة مثل الفجر، فإذا ما تأخرنا عليها مضت قبل أن نغتنمها، ينطبق هذا القول علي الحالة السورية، فمهمة بعثة المراقبة العربية هي الفرصة الأخيرة، وطوق النجاة للأسد، من المفترض أن يغتنمها للخروج من الأزمة، لأن الذي يليها هو تدخل دولي لا تحمد عقباه. حتي الآن الرؤية قاتمة، البعثة فشلت في وقف قتل المتظاهرين ، علي الرغم من انتشار اعضائها في جميع بؤر التوتر، هذا الفشل منطقي، فالبعثة لا تعالج أصل المشكلة، بل تداعياتها ، فالمظاهرات لن تتوقف حتي تحقق مطالبها بسقوط النظام، والأسد يدافع عن نظامه. لانحتاج لبعثة مراقبين لمعرفة من المسئول عن سقوط القتلي، يقول الأسد إن "عناصر مندسة" هي المسئولة عن القتل، والرد عليه.. ألا يعد عدم قدرة النظام علي حماية الشعب فشلا يستوجب الاستقالة ؟.يري أن ما يحدث هو مؤامرة خارجية، سوف نوافقه الرأي.. هي مؤامرة، أو ليتها تكون كذلك سيكون الحل أيسر، ولكن ألم يكن من الذكاء أن تفوت الفرصة علي هؤلاء المتآمرين عبر إجراء إصلاحات حقيقة وانتخابات ديمقراطية؟ أري ان المهمة الأساسية للبعثة يجب أن تتركز علي حل أصل المشكلة عبر اقناع الأسد بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال ستة شهور، مع منحه وأسرته حصانة من المحاكمة أو تأمين خروج آمن لهم من السلطة.
أخيرا.. إنجاح مهمة البعثة العربية هي الفرصة الأخيرة للأسد لينجو بنفسه، وكذلك للجامعة العربية لإثبات أنها كيان له وجود علي أرض الواقع.