ساعات وينسحب عام 1102 ليترك الساحة إلي عام جديد. ولكن يجب ألا ننسي أن عام 1102 هو عام تاريخي.. عام لن ينساه المصريون أبدا.. مثل أعوام أخري كثيرة تحققت فيها أشياء عظيمة.. وشهدت أحداثا لا يمكن أن تمر دون أن نحكيها لأولادنا وأحفادنا. عام 1102 كان عاما مشهودا.. امتزجت فيه الفرحة بالأحزان.. وامتزج فيه الخوف بالأمان.. أسعدنا فيه الشابات والشبان.. واقتطف ثمرة ثورتهم السلفيون والاخوان.. لو كتبنا عن العام 1102 سنجد انه عام الشعب المصري.. الشعب الذي ألهم العالم.. وأعطاه درسا عظيما في كيفية اسقاط نظام عتيق راسخ في الجذور في 81 يوما فقط.. دفع فيه البعض ثمنا غاليا هو أرواحهم.. لكن الثمن يبقي متواضعا أمام ما تحقق وهو الحرية والأمل في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. هو عام الشهيد المصري.. الشباب الذين قاوموا وقدموا أرواحهم فداء لوطنهم وحريتهم.. بدءا من شهداء حادث كنيسة القديسين.. والسويس إلي موقعة ميدان التحرير وموقعة الجمل وشهداء أطفيح وماسبيرو والبالون والعباسية ومحمد محمود وشارع مجلس الشعب وقصر العيني.. تحية لهؤلاء الشهداء.. الذين يدين لهم الشعب كله بهذه الحرية التي كان يحلم بها.. هو عام انكسار حكم فاسد طامع كان ينوي الاستمرار والتوريث والتزوير والتهليب والتكويش والترويع.. وكل ما تتخيله من أمور تعيد مصر إلي عصر المماليك. هو عام انكسار الحكم الفرعوني الذي سيطر علي مصر آلاف السنين لم يكن للشعب فيها كلمة.. كانت الكلمة الوحيدة للفرعون الإله الذي لا يخطئ أبدا وكهنته وشعراؤه وأعلامه وأمنه وحملة مباخر النفاق في كل مكان.. هو عام تحولت فيه مصر من حال إلي حال.. نال فيه الشعب بعض ما يستحقه.. نال حريته وحقه في اختيار من يحكمه ويدير شئونه.. ومهما كان الثمن فهو كما قلت ضئيل أمام ما تحقق.. ولم يعد أمامنا إلا أن نحافظ علي كل خطوة ايجابية تحققت.. وأن نتناسي كل لحظة سوداء عشناها.. وأن نعمل جاهدين علي أن يكون العام الجديد.. بداية جديدة.. لمصر جديدة.