أحيانا تغيب الشمس ولا يظهر القمر، وتصبح الدنيا سوداء، قاتمة، تبعث اليأس في نفسك وتدفعك الي تمني الموت، والتفكير في الانتحار، والاستسلام لاعتزال الحياة والناس. العبد لله واحد من الناس الذين مروا كثيرا بهذه الحالة، لكن صدقوني الحل السحري للخروج منها كان اللجوء الي الله فهو دائما وأبدا المنقذ. اللجوء إلي الله ليس باللسان، ولا بقرار، ولكن بتسليم روحنا وقلوبنا واجسادنا لله ،وان نعي تماما انه وعدنا في كتابة الكريم انه لن يكلفنا إلا ما في وسعنا »لا يكلف الله نفسا إلا وسعها« فكل ما نتعرض له أهلّنا الله ان نواجهه.. ووعدنا ان يستجيب لدعائنا. وان نأتمر بكل الأوامر الربانية دون »فذلكة« أو تحريف أو حتي البحث عن مبرر لها، فطاعة الله في حد ذاتها عبادة، وكما يفعل الحجاج في مناسكهم، مرة يقبلون حجراً أسود، ومرة اخري يرجمون حجرا بالجمرات. لا تقنطوا، وتذكروا نعمتي النسيان، والأحلام التي خص الله بهما البشر، فالأولي تجعلنا ننسي كل المآسي والأحزان، والظلم، والقهر، والعذاب، وقلة الأصل، والجحود، والانكار، وفراق وبعاد الأحباب .. والاحلام نعيش فيها كل ما نتمناه ونرجوه، ونقابل فيها من نريد من الأحياء والأموات بلا رقابة ولا قيود ولا حواجز، ونحقق فيها آمالنا وما عجزنا عنه في الحقيقة حتي ولو للحظات. لولا الأحلام والنسيان لمتنا كمدا! فروا إلي الله .