وتستمر يقظة الأزهر الشريف في مؤازرة ثورات التغيير ويستمر الأزهر في استقطاب عقول مصر من مثقفيها تحت القبة ليتحاور معهم الشيخ الجليل د. الطيب شيخ الأزهر في مزج زكي بين الدين واستعدال سياسة الدولة واستقامة مجتمعها في وصول حذر إلي المجتمع القدوة. وثوار تحت العمامة يجتمعون مع المثقفين ويموج النقاش في اختلاف ولا خلاف واتفاق علي خطوط عريضة مضفرة بالشريعة ويمسك الشيخ الطيب القائد بدفة الحوار وبهدوئه واسلامه المستنير يدير الدكتور حمدي زقزوق الحوار ويتدفق العالم الدكتور صلاح فضل بخطوط الوثيقة العريضة وهي في قلبها دستور يروي وجدان الأمة هذه هي الوثيقة الثالثة بعد الوثيقة الأولي والتي روتها عقول المثقفين المصريين في رؤية توافق فيها المجتمعون علي ضرورة مسيرة الوطن علي مبادئ كلية وقواعد شاملة تناقشها قوي المجتمع. كانت الوثيقة الثانية لصلاح المجتمع العربي وهمة ثورته وتثبيت رياح التغيير فيه. كانت الوثيقة الأولي مواكبة لاطلالة الثورة المصرية التي أبهرت العالم. ولان الأزهر يعيش مسئوليته التي التف حوله المثقفون ليعمل الجميع في بوتقة واحدة للخروج من مأزق الحريات غير المنطقية والتي تأخذ مركب الوطن إلي مرافئ أبعد ما تكون عن الاصلاح وكما النحل افرزت اجتماعات الشيخ الجليل وجمعه من شيوخ الأمة ومثقفيها الوثيقة الأولي التي ارتكزت علي الابعاد التالية: 1- البعد الفقهي في احياء علوم الدين وانعاشها طبقا لأهل السنة والجماعة الذي يجمع بين العقل والنقل والذي يكشف عن قواعد التأويل المرعية للنصوص الشرعية. 2- البعد التاريخي وتثبيت دور الأزهر كقائد للحركة الوطنية نحو الحرية والاستقلال. 3- البعد الحضاري لاحياء مختلف العلوم الطبيعية والاداب والفنون بتنوعاتها الخصبة. 4- البعد العلمي في قيادة حركة المجتمع وتشكيل قادة الرأي في الحياة المصرية. 5- البعد الجامع للعلم والريادة والنهضة والثقافة في الوطن العربي والعالم الاسلامي لأهمية مسئولية الأزهر لعالميه العربي والاسلامي. جاءت الوثيقة الاولي شاملة لم تترك محورا من المحاور لاحاطة الدولة بما يوصلها للرفعة والاعتدال والذي يعتمد علي النظام الديمقراطي القائم علي الانتخاب الحر المباشر والذي هو الصيغة العصرية لتحقيق مبادئ الشوري الاسلامية. جاءت الوثيقة الثالثة ملتزمة بدعم منظومة الحريات في الفكر والرأي مع الاحترام الكامل للانسان سواء كان امرأة أو طفلا واحترام الاديان السماوية واحترمت الوثيقة اداب الاختلاف واخلاقيات الحوار وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين لبث الفرقة والعداء بين المواطنين. وجاءت وثيقة الأزهر والمثقفين لدعم منظومة الحريات العامة لتأكيد حمل هذه المؤسسة الدينية العريقة المسئولية داخل حركة التغيير المجتمعية التي تواكب ثورات التحرير العربية والتي وضعت في عنق هذه الكوكبة من المثقفين حمل مسئولية التواصل في النقاش والبحث للوصول الي صيغة تضع قواعد يلتزم بها المجتمع لتحرير العلاقة بين المبادئ الكلية للشريعة الاسلامية السمحاء ومنظومة الحريات الاساسية. وأكدت الوثيقة الحريات من أجل مواصلة حركة التطور علي اربع حريات هي الموصلة الي كيمياء منضبطة للانسان المصري والعربي الجدير بعصر التحرر وعلي هامتها حرية العقيدة وحرية البحث العلمي وحرية الرأي والتعبير ثم حرية الابداع الادبي والفني ليكون معبرا عن شخصية الأمة ومثبتا لوجدانها. وهذه الوثيقة بكل تفاصيلها تواجه هذه الحملة الشرسة من بعض المعتقدات الجديدة والتي طفت علي السطح خاطفة الثورة وكأنها كانت تنتظر ما تموج به مصر هذه الأيام لتطمس وسطيتها وتفرق أهم مستودع للسنة في العالم بالمعوج من المعتقدات. وكأن الإمام الأكبر أراد ان ينقذ بدعوته للاستنارة وبآراء مثقفي مصر العظام في اخراج هذه الوثيقة لتكون ناقوسا يدق باصلاح حقيقي ولجوء للدين الذي يغترف منه الجميع ما يروي الوجدان من حريات تؤكد الخروج من مأزق الجمود وامتصاص الحريات التي تمتلئ بها آيات القرآن الكريم والكتب السماوية المُنزلة. تلك الوثيقة التي أري أن أهم وأبرز ما فيها تأكيد حرية العقيدة والتي تضرب هذه الايام الي حد تكفير الذي يهنيء قبطي بالعيد!!!! وتؤكد الوثيقة علي حرية العقيدة المكفولة بالنصوص الدينية وفي كثير من آيات الكتاب العزيز مثل قوله تعالي »لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي« ويقول »أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين« وتأتي الآية 92 من سورة الكهف تتويجا لحرية الانسان المكفولة من المولي عز وجل »وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر« وأوضح ثواب الايمان وعقاب الكفر وانت حر!! وتاريخيا عند انتشار الاسلام في الامصار كان خليفة المسلمين يسمح في مجلسه في قصر الخلافة بوجود مقاعد حول مقامه لمن يمثل للمسيحيين واليهود وأيضا للديانات الأرضية مثل البوزيين والمجوس والزرادشتيين وقد تزوج مجوسي اثناء حكم عمر بن عبدالعزيز من ابنته فتحفظ عمر وارسل الي الحسن البصري لان المجوسي انجب من ابنته ومات عنها فأورثوها وارسل له الحسن يقول »أما بعد فإنما أنت متبع ولست مبتدع« وهكذا كان المسلمون الاول ذلك لان الرسول صلي الله عليه وسلم عاملهم كأهل ذمة تماما لهم ما لنا وعليهم ما علينا لهذا جاءت الوثيقة حاملة لأهل الذمة الحق في حرية العقيدة التي كفلها الاسلام منذ نزول القرآن واكدها الرسول والأئمة.. ولعل الوثيقة بتأكيدها علي حرية العقيدة تساهم في أهمية تفعيلها بتثبيت المواطنة رغم اختلاف العقيدة وتحمينا من الهجمة الشرسة التي تضرب موجعة في قلب مصر وتؤكد الوثيقة علي احتضان مصر للاديان السماوية الثلاث والمعترف بها فهي ملزمة بها وبصيانة حق المواطن في الايمان بها وتوصل الوثيقة لحق التعددية الدينية في المجتمع المصري ووجود مراعاة مشاعر الاخرين ورفض اساليب التكفير واتهام الاخرين في معتقداتهم وهذا هو أحقر انواع القهر وهم لا يعلمون! ان فقرة حرية العقيدة محتاجة الي ورقة خاصة يعتمد متنها علي كثير من الامثلة من القرآن والسنة وما حدث في التاريخ الاسلامي بداية من مجتمع المدينة الذي جاء اليه الرسول صلوات الله عليه مهاجرا ليس هربا من مكة ولكن ليجرب الدين الجديد علي مجتمع المدينة الذي كان يموج بالاديان ونجح الدين الجديد في الجمع بين الاديان الثلاثة في بناء مجتمع قوي صلي فيه نصاري نجران مع المسلمين وأوردت الوثيقة تحذيرات كثيرة لصلاح المجتمع وتماسكه مؤكدا علي ان الشريعة الاسلامية كفلت حرية العقيدة كما أكدها الدستور. قبل الطبع السيد عبدالله العايد فوزي الزقازيقشرقية يا سيدي لم أجد أعظم من اسمك لأكتبه عنوانا للرد عليك فأنت قوي الحجة لدرجة انكار كل آيات القرآن التي تدعو الي حرية العقيدة وتنكر بمنتهي البساطة ان المسيح عليه السلام نبي!! وطبعا انت سلفي ولكنك تمتاز بالصلافة أيضا.. اشكر لك نصحك لي وطلبك لي الهداية والبعد عن الانفلات في المعاني.. يا سيدي أنا ثقافتي الدينية ليست متينة مثلك لكي استطيع ان انكر آيات القرآن التي تؤكد علي حرية العقيدة.