گمال الهلباوي: مطلوب إبعاد الفلول .. ومشارگة شباب الثورة في جميع القضايا أعلن الدكتور كمال الجنزوري عن مبادرة جديدة مفادها إجراء حوار وطني بين كل الاطراف السياسية وتحقيق التواصل بين الشعب والسلطة حتي نخرج من أزمة الفوضي وعدم الاستقرار التي نعيشها حاليا وأكد رئيس الوزراء ان الحالة الاقتصادية المتردية وإحجام الدول المانحة وصندوق النقد الدولي عن التقدم بمساعدات الي مصر بجانب الانفلات الامني وظهور مخطط يهدف إلي سقوط مصر .. كل ذلك يعجل بضرورة الحوار حتي نخرج من شبح هذه الازمة وتتمكن مصر من تحقيق أهداف ثورتها . »الاخبار« تستطلع الرأي حول هذه المبادرة مع رجال السياسة وخبراء الاقتصاد ..فماذا قالوا؟ يقول كمال الهلباوي المتحدث الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين في الغرب سابقا وامين عام منظمة الوحدة الاسلامية ان الدعوة الي الحوار يجب ان تحترم في كل وقت خاصة اذا كان هذا الحوار يخرج بمجموعة من التوصيات والنتائج الي حيز التنفيذ ولا تدرج في الادراج . إختضان شباب الثورة واضاف الهلباوي ان الحوار الوطني الذي يدعو اليه الجنزوري يجب ان يتم وفق مجموعة من الشروط ، يأتي اولها في شمولها لكل اصحاب الفكر والرأي في مصر مع احتضان شباب الثورة علي ان يتم وضع متطلبات الثورة المصرية علي مائدة الحوار . ، كما ينبغي في الحوار الوطني ان يخل نهائيا من الفلول وألا يكون مثل مؤتمرات الوفاق الوطني والقومي الذي تم تنظيمه من قبل وحضره العديد من رموز النظام السابق الذين عملوا مع جمال مبارك وأبيه المخلوع . واعرب الهلباوي عن امنيته في ان يتوحد شباب الثورة في الحوار الوطني الذي يدعو إليه الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وذلك عن طريق قيام الثوار بانتخاب قيادة ثورية واحدة تتحدث باسمهم في الحوار الوطني وان يكون هناك توافق فيما بينهم علي هذه القيادة التي يجب ان تعمل ايضا علي تنظيم ميدان التحرير حتي يعود الي صورته الحضارية المشرفه وان تقوم باخلاء الميدان من كل اشكال البلطجية ، ويجب علي المسئولين عن الحوار الوطني ان يستمعوا جيدا الي قيادة الثورة في كل ما يعرض من قضايا حساسة واستراتيجية تخص مستقبل الوطن سواء في المرحلة الانتقالية التي نعيشها حاليا او بعد انتهاء المرحلة الانتقالية. ومن جانبه قال الكاتب اليساري عبدالله السناوي ان مصر تشهد حاليا مجموعة من الاخطار السياسية والاقتصادية التي تستلزم ان يكون هناك توافق وحوار وطني، بحيث تكون هناك مجموعة من التوافقات حول القضايا التي تشغل الرأي العام والقوي السياسية، وهذه التوافقات يجب ان تكون حول الدستور الجديد وعدم سيطرة الاغلبية عليه، بالاضافة الي التوافق علي المبادئ العامة لوضع الدستور، وكذلك وضع الجيش في الرحلة المقبلة وتشكيل حكومة ائتلافية سواء برئاسة كمال الجنزوري او اي اشخص آخر ، فالمهم هو ان تكون الحكومة الجديدة تمثل جميع الاطياف السياسية. ويضيف السناوي ان التوافق يجب ان يمتد الي تأجيل انتخابات مجلس الشوري الي بعد انتخابات الرئاسة لان انتخابات الشوري ستستغرق 120 يوما وهو ما يعني شللا في الجهاز الامني والقضائي. وحذر السناوي من عدم الوصول الي توافق وطني لان ذلك سيدخلنا في مغبة التدهور السياسي والاقتصادي. ويقول الدكتور محمود جامع- المفكر الاسلامي- ان المبادرة التي عرضها الدكتور كمال الجنزوري بأن تكون هناك لغة حوار للخروج من الازمة الراهنة امر مطلوب ولكن يجب في البداية تهيئة المناخ حتي تكون المبادرة ناجحة وتأتي بثمارها وليس كما حدث من قبل، خاصة بعد ان أصبحت لغة العنف هي المسيطرة الان مما يجعل جميع الاطراف غير مستعدة للحوار، مضيفا أن عدم تكاتف الاحزاب والتيارات في الظروف الراهنة و التشتت الذي اصبح موجودا أدي الي عدم وجود قيادة موحدة يمكن ان تتم معها المبادرة ومن هنا يجب الالتفات الي ضرورة توحد القوي و التيارات السياسية من أجل مصلحة الوطن و ترك الحسابات والمصالح الخاصة جانبا الان..فالوقت هو وقت التكاتف ولكن بالمشهد الحالي الموجود امام مجلس الوزراء وانقسام الجميع حول الثوار والمعتصمون الموجودين هناك لا يمكن ان تتم من خلاله اية حوارات . لا مساعدات لمصر ويري ان عدم وصول المساعدات التي اعلنتها الدول ال 8 الكبري والتي بلغت قيمتها 35 مليار دولار ،أو ما أعلنته أمريكا بمساعدة مصر بمبلغ 2 ونصف المليار بالاضافة الي العديد من المساعدات الاخري و التي أعلنتها دول عربية أيضا ترجع عدم وصولها الي عدم وجود وضع أمني واقتصادي مستقر ،فما نتعرض له من قلائل يتسبب بشكل كبير في عدم اتاحة الفرصة للوقوف علي الاقدام من جديد أو اتاحة الفرصة لاعادة تحريك عجلة الانتاج سواء بالمساعدات الخارجية أو تحسين الاوضاع الداخلية أيضا. و هذا ما لمسناه من التراجع الحاد في البورصة و الذي اصبح يتم بشكل يومي وعدم وجود استثمارات في الوقت الحالي. ويقول الدكتور وحيد عبد المجيد -استاذ السياسة- لا أرفض ان تكون هناك مبادرة تدعو الي لغة الحوار و لكن أري ان الوقت غير مهيأ لها الان ،فهناك العديد من الجوانب التي يجب النظر اليها قبل ان يتم العمل عليها، فنحن الان بحاجة الي اعادة ترتيب الاوراق خاصة في ظل حالة الغضب الشديد الذي اصبح يعانيها الجميع، فتهدئة الاوضاع و ايضاح الحقائق علنا و للجميع ستساعد في التهيئة للمبادرة، فقد أعلن المجلس العسكري في بيانه الاخير أنه سيقوم باعلان اسماء الاشخاص المتورطين والتي ثبت انهم وراء الاعمال التخريبية التي تمت وكان نتاجها حرق مبني عظيم مثل المجمع العلمي ولكن حتي الان لم يعلن اسما واحدا صريحا ليهدأ الجميع ولكن لاتزال التخبطات بين الجميع واضحة مما سيجعل مهمة تنفيذ المبادرة صعبة بعض الشيء ،مضيفا انه يجب الاستعداد لها قبل القيام بها حتي تتحقق نتائجها الفعلية. ويضيف ليس هناك سبب واضح لعدم وصول المساعدات لنا و التي سبق الاعلان عنها من قبل العديد من الدول سواء العربية أو الخارجية خاصة و انه تم الاعلان عن أرقام واضحة. لغه الحوار ضرورة ويؤكد الدكتور محمد النجار-استاذ الاقتصاد- أؤيد ان تكون هناك لغة حوار و لكن مع الحزم أيضا لمن يستحق استخدامه سواء للبلطجية والمخربين و لا أن يتم ارجاء الامور لما هي عليه الان ،فمن الافضل فتح باب الحوار للجميع ليحدث سرعة التحول الي دولة لها مجلس تشريعي وهو مجلس الشعب ولها رئيس دولة حتي ولو بصفة مؤقتة،مضيفا ان الازمة الاقتصادية التي نمر بها الان تحتاج الي مساعدات ولكننا بشكل أكبر نحتاج الي اعادة الهيكلة من الداخل اولا عن طريق فتح باب الاستيراد للسلع الضرورية فقط. ويقول الدكتور خالد علي -مدير المركز المصري للدراسات الاقتصادية والسياسية-قبل ان يتم اتخاذ خطوة للمبادرة واستخدام لغة الحوار يجب ان تقف حكومة الدكتور الجنزوري وتقوم بتقييم ما حدث في الازمة الاخيرة أمام مجلس الوزراء والقصر العيني بكل دقة، خاصة وان هناك العديد من الاخطاء التي وقعت من الجانبين والتي قد تجعل هناك صعوبة في تحقيق هذه المبادرة خاصة وان هناك بعض الممارسات الخاطئة و التي وقعت وأدت الي تصعيد الموقف بشكل كبير وأثارت ضجة كبيرة، مشيرا انه يجب تهدئة الاوضاع مسبقا بالافعال لا بأقوال حتي تتاح الفرصة لهذه المبادرة وتأتي بنتائجها.