خلال لقاء جمعني ببعض الزملاء الصحفيين من وكالة "جيهان" التركية للأنباء دارت حوارات مستفيضة حول الأوضاع في مصر بعد الثورة.. أهم ما أثير كان حول المخاوف التي تسيطر علي الشارع السياسي بعد صعود نجم الإسلاميين نتيجة استحواذهم علي النسبة الأعلي من مقاعد البرلمان القادم، من خلال النتائج التي أفرزها الصندوق الانتخابي التي أكدت أن الغلبة أصبحت للتيار الإسلامي حتي لو تقدمت التيارات الأخري في المرحلة الثالثة. الحوارات التي استمرت أكثر من ساعتين انتهت بأن قال لنا أحد زملائنا الأتراك أنه يتوقع أن تسير الأوضاع في مصر في حالة تولي الإسلاميين طبقا للمثل التركي الذي يقول: "الرأس التي تلبس التاج.. لابد لها أن تعقل. استوعبنا مغزي المثل من الوهلة الأولي لبساطة ألفاظه التي ترجمها لنا من التركية الزميل العزيز »"جُُمالي«" وهو الاسم الذي يعني بالعربية "جمعة علي".. المثل كما هو واضح يؤكد علي أن كلام وأفعال من يجلس علي كرسي الحكم تختلف تماما عن كلام - لامؤاخذة - المصاطب أو "النخع" الداير علي الفضائيات . قلت لصديقنا التركي صدقت .. وتأكيدا لكلامك فإن اللهجة التي يتكلم بها كثير من الإخوان والسلفيين الآن اختلفت تماما عن اللهجة المتشددة التي كانوا يتحدثون بها قبل أسابيع معدودة.. الكلام عن السياحة اختلف.. الكلام عن الآثار.. الكلام عن الالتزام بالمعاهدات.. الكلام عن المرأة.. كلام كثير تغير فعلا بعد أن بدأ التاج يقترب أكثر فأكثر من الرأس.. صدق المثل التركي..!