يسعي القادة الاكراد في اربيل والسليمانية الي ايهام العالم بصورة غير حقيقية عن الامن والامان في ما يسمي ب "كردستان العراق" مستغلين سوء الاوضاع في بقية انحاء العراق المحتل. الا ان العراقيين يعرفون جيداً طبيعة النظام القمعي الذي يعتمد علي جهاز "الاسايش" أي الامن الكردي, وهي عناصر من البيشمرجة الكردية التي رفعت سلاح التمرد والعصيان ضد الحكومات العراقية المتعاقبة منذ العهد الملكي قبل ثورة 14 يوليو 1958 وحتي مجئ الاحتلال الامريكي في ابريل 2003 . ويعرف القاصي والداني حقيقة حصان طروادة الذي شكله الاكراد في عملية احتلال العراق ونهب البنوك والممتلكات العامة ومعسكرات الجيش وحتي طائراته ودباباته ومدافعه.. وقبل اسبوعين اختطف مسلحون مجهولون في المحافظات الكردية الصحفي الكردي الشاب سردشت عثمان, وكان طالباً في المرحلة الرابعة في قسم اللغة الانكليزية بكلية الآداب في جامعة صلاح الدين في اربيل. وكان سردشت ينشر مقالاته في موقع "كوردستان بوست" الالكتروني المعارض. وقد تم اختطافه في مدينة اربيل وقتله بالرصاص بعد التعذيب ثم رميت جثته في إحدي مناطق محافظة الموصل لابعاد الشبهة عن السلطات الكردية. لقد نشر الصحفي الراحل ثلاث مقالات في هذا الموقع خلال الفترة من ديسمبر الماضي وحتي ابريل الماضي كرسها لفضح الفساد والاستبداد في حكومة مسعود البرزاني ذات النزعات الانفصالية والشوفينية. وشهدت مدن عراقية كردية عديدة مظاهرات حاشدة واعتصامات احتجاجاً علي جريمة قتل الصحفي الشاب. وشنت السلطات حملة اعتقالات ضد المتظاهرين والمعتصمين في موقف كشف حقيقة ادعاءات القادة الاكراد بالديمقراطية والامان. واقدم للقراء اليوم ترجمة لاحدي هذه المقالات الساخرة التي كتبها سردشت عثمان والتي يرجح انها سبب اغتياله وعنوان المقال "انا أعشق بنت البرزاني" يقول الكاتب: "انا اعشق بنت مسعود البرزاني. هذا الرجل الذي يظهر من شاشة التلفزيون ويقول انا رئيسك.. لكنني اود ان يكون هو حماي اي والد زوجتي. انني أريد ان اكون عديلا لنيجيرفان البرزاني رئيس وزراء كردستان السابق وزوج إحدي بنات البرزاني. وحين اصبحُ صهرا للبرزاني سيكون شهر عسلنا في باريس, ونزور قصره لبضعة ايام في امريكا. سانقل بيتي من حيّينا الفقير في مدينة اربيل الي مصيف سري رش حيث تحرسني ليلا كلاب امريكا البوليسية وحراس اسرائيليون. أما والدي الذي هو من أفراد البيشمرجة القدامي, والذي رفض حزب البرزاني صرف معاش له لانه ليس ضمن صفوف الحزب في الوقت الحالي فسأجعله وزيرا للبيشمرجة اذا تزوجتُ ابنة البرزاني. واما اخي الذي تخرج من الكلية, وهو الآن عاطل عن العمل ويريد الذهاب الي الخارج كلاجئ.. فسأعينه مسئولا عن حرسي الخاص. بينما سأدع اختي التي مازالت تخجل من ان تذهب الي السوق لوحدها تقود افخر السيارات مثل بنات العشيرة البرزانية. حتي أمي التي تعاني امراض القلب والسكر وضغط الدم ولا تملك المال لعلاجها خارج الوطن, ساجلب لها طبيبين ايطاليين خاصين بها الي البيت. وسافتح لاعمامي دور ضيافة وأعيّن ابناء عمومتي وابناء اخوالي نقباء وعمداء الوية في الجيش. لكن اصدقائي يقولون لي دع عنك هذا الامر فعائلة الملا مصطفي البرزاني ما ان تقول انتهي امرك حتي يتم قتلك. ان مشكلتي مع البرزاني هي ان هذا الرجل عشائري الي درجة لا يحسب فيها اي حساب لاي رجل خارج حدود مصيف سري رش حيث يقيم. وبنقرة واحدة في شبكة الانترنيت استطيع ان أعرف كل زوجات رؤساء العالم. لكنني لا اعرف الي الآن من هي زوجة رئيسنا مسعود البرزاني والدة الفتاة التي اريد الزواج منها. لقد قررت ان اصطحب عددا من الملالي والشيوخ المسنين والبيشمرجة القدامي, لخطبة زوجة المستقبل. لكن صديقا نصحني بان استعين بالمطربة الكردية الشابة "دشني مراد" التي تقلد شاكيرا.. فهي تلتقي كثيراً برجال الاسرة الحاكمة وتستطيع تحقيق حلمي". .. لقد مات سردشت عثمان ولم يتحقق حلمه. بل ان حلمه هو الذي قتله!