حتي الآن لا يوجد مبرر منطقي لتفجير الموقف في شوارع قصر العيني وتوسيع دائرة الاشتباكات لتشمل كل المنشآت الحيوية والأثرية التي تمس هيبة الدولة وتاريخها وتراثها. ولا أستوعب سر هذه الهجمة التتارية ضد قواتنا المسلحة ومجلسها العسكري لمجرد تصديها بقوة لأعمال البلطجة والخروج علي الشرعية والقانون.. وكأن المطلوب منها الجلوس بين مقاعد المشاهدين ومتابعة عن بعد مسلسل الهدم والتدمير الممنهج والانتظار حتي تحترق »القاهرة« بأكملها بأيدي نخبة من دعاة الثورة والحرية والثورة منهم براء وهل كان علي العسكر أن تقابل الحجارة وقنابل المولوتوف بباقات من الورود والرياحين! ألا تكفينا كارثة المجمع العلمي المصري وما آل إليه حال المبني الأثري العريق الذي يبكيه العالم كله ويتحسر علي كنوزه وثرواته الوثائقية النادرة.. التي تمثل جزءاً مهماً من تاريخ الحضارة الإنسانية.. أليس من المؤسف أن ينشئه المحتل الفرنسي منذ أكثر من مائتي عام ونحرقه بأيدينا اليوم! وأن المؤسسات الدولية لإنقاذه وإعادة بنائه وترميمه كقيمة حضارية وأثرية لا تقدر قيمتها بالمال.. بينما يتراقص أدعياء الثورة طرباً علي أنقاض بقاياه بقلوب وقحة تجردت من إنسانيتها ووطنيتها؟. كلما ارتفعت ألسنة اللهب وانتشرت تتعالي أصوات صفيرهم وزائيرهم الهستيري كأنهم فتحوا عكا أو انتصروا علي الصهاينة وحرروا الأقصي!.. علينا أن نتوحد لعبور هذه الأزمة المفتعلة وكشف أبعاد مخططها الخبيث..التي بدأت تتضح وتتكشف خلال مبادرات عنترية مشبوهة يتم ترويجها عبر شبكات النت وفضائيات الفلول وضيوفها الملاكي الداعين لتسويق فكرة تسليم السلطة التشريعية والتنفيذية لقوة مدنية قبل موعدها بستة أشهر.. وهو مربط الفرس! حسبنا الله ونعم الوكيل.. مصر تترنح والمكائد لا تتوقف!