مجدى عبد الغنى لا أحد يعرف ما هو المصير الذي سيؤول إليه إتحاد الكرة، فالأحداث الساخنة المتلاحقة التي يعيشها الاتحاد في الفترة الاخيرة تنبئ بأن الايام القادمة تحمل معها أنباء غير سارة لمسئوليه والقائمين علي إدارته، وهو أمر كشف عنه الصراع المحتدم بين مسئولي المجلس في الايام القليلة الفائتة وهو صراع بلغ ذروته في ال72 ساعة الماضية بتهديد الكابتن مجدي عبد الغني عضو المجلس بالتقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه المسئولين الذين وافقوا علي صرف مكافآت للعاملين بطرق غير شرعية، ثم زادت الاوضاع سخونة وإثارة بالمفاجأة التي تفجرت يوم الخميس الماضي ببطلان عقد المزايدة علي حقوق رعاية الاتحاد وهو العقد الموقع بين الاتحاد ووكالة برومو آد المملوكة لعمرو عفيفي، ثم بلغ الوضع الساخن قمته بالقنبلة المدوية التي إنفجرت مساء أمس الاول بوجود تلاعب في عقد الملابس الرياضية الجديد الذي ينوي الاتحاد توقيعه خلال الساعات القليلة القادمة مع شركة أديداس وتصل قيمته المالية 145 مليون جنيه.. وقد جاءت كل هذه الازمات المتتالية لتكشف عن الكثير من الصراعات الخفية التي يعيشها إتحاد الكرة، مثلما أزاحت النقاب عن الطرق غير السليمة التي يتم إتباعها في بعض المعاملات المالية ولا سيما الضخم منها أبو عشرة ملايين زي مزايدة الرعاية والملابس الرياضية والبث الفضائي للمباريات، لذا يجئ الصراع بين المسئولين مناسبا لحجم وقيمة هذه المعاملات، حتي أن البعض منهم لم يعبأ بالنتائج المترتبة علي هذا الصراع، حتي وإن كان الثمن هو حل الاتحاد ورحيل جميع أفراده وهو ما طالب به أحد أعضاء المجلس رسميا، بما يعني أن تدمير الجبلاية سيكون ذاتيا !! وبعيدا عن أزمتي مكافآت الموظفين وبطلان عقد الرعاية، فإن أزمة صفقة الملابس الرياضية ستكون هي الاعنف والاشد ليس فقط لضخامة حجمها، وإنما للطريقة المريبة التي إستخدمها الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد هو وعمرو وهبي مدير التسويق بالاتحاد في التفاوض والاتفاق علي هذه الصفقة، حيث لم يقم أي من الاثنين بإخبار أحد من مسئولي المجلس بما تم ويتم من مفاوضات بين الاتحاد وشركة أديداس، والصدفة فقط هي التي قادت المسئولين إلي إكتشاف الأمر قبل أيام قليلة جدا من إتمامه.. وتفاصيل القصة مثلما كانت مريبة فهي أيضا مثيرة للغاية، خاصة أن الاتحاد كان ومازال مرتبطا بعقد مع شركة بوما وهو العقد الذي تم توقيعه قبل ثلاث سنوات ولا يزال متبقي علي نهايته سنة أخري، إلا أن الشركة الاخيرة طلبت فسخ التعاقد قبل نهاية المدة بدعوي أن الاتحاد لم يلتزم بتنفيذ بعض بنود العقد وعلي رأسها عدم إرتداء المنتخب الاول لطاقم الملابس الجديد باللون الذهبي والذي تم إعداده خصيصا للمنتخب المصري ليشارك به في نهائيات كأس الامم الافريقية 2010 القائم حتي الآن، لكن - وهنا الغرابة - بدلا من أن تقوم شركة بوما بإلغاء العقد والمطالبة بالشروط الجزائية المنصوص عليها، راحت ترشح شركة أديداس للتعاقد مع الاتحاد المصري وقد وافقت الشركة الاخيرة علي ذلك وهنا بدأ التفاوض والتشاور بين زاهر وأديداس دون علم أحد من مجلس الادارة وتم الاتفاق علي أن تمد أديداس الاتحاد المصري بما قيمته 145 مليون جنيه، إلا أن أديداس إشترطت أن تكون مدة التعاقد سبع سنوات، وهو ما لم يمانع فيه زاهر رغم مخالفة ذلك للوائح.. وطبقا لما صرح به عمرو وهبي المدير التسويقي للاتحاد فقد كان المفروض أن يتم التعاقد يوم الاربعاء الماضي إلا أن مرض الكابتن سمير زاهر أرجأ الاتفاق، لكن التأجيل تسبب في تفجير القضية وتصعيدها !!