بعد نكسة 67 عاش المصريون حالة من الحزن والتخبط وتبادل للاتهامات في اوساط القيادة السياسية حتي رأس الدولة جمال عبد الناصر أسقط في يده فألقي في قلوب شعبه الرعب عندما خرج عليهم معلنا تنحيه عن الحكم والعودة الي صفوف الجماهير، وسرت وقتها حالة من اليأس وفقدان الثقة والتشكيك في نجاح أية محاولة للإصلاح ثم جاء مفتاح النصر في كلمة السر التي حققت نصر اكتوبر وأعادت للعرب جميعا كرامتهم وعزتهم ، كانت كلمة السر هي إعادة بناء القوات المسلحة ليس بتجهيزها بالاسلحة الحديثة فقط وإنما بإعادة بناء وتأهيل المقاتل المصري وتهيئته نفسيا وعسكريا لخوض حرب مجيدة حطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر وصنعت نصر اكتوبر الذي ابهر العالم كله ، ولم تقهر الأسلحة الحديثة وحدها خط بارليف المنيع وإنما سحقته إرادة المقاتل المصري، واليوم نحن في أمس الحاجة لاسترجاع التاريخ واستعادة روح اكتوبر لاستكمال مسيرة نجاح ثورة يناير، ويأتي علي رأس المطالب الملحة استعادة الامن المفقود في الشارع المصري ، وحتي يتحقق ذلك لابد اولا من اعادة جسور الثقة بين الشعب وجهاز الشرطة ، وهذا يتطلب إعادة بناء شخصية رجل الشرطة ، وأمامي دراسة أعدها ضابط حصل علي الدكتوراه في الإعلام والعلاقات قال انه سيرسل نسخة منها لوزارة الداخلية للاسترشاد بها حتي تتحقق المعادلة الصعبة، أهم التوصيات كانت ضرورة تغيير أسلوب التعامل مع طلبة كلية الشرطة الذي يعتمد علي إهدار كرامتهم بحجة تدريبهم علي الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر؟ وهو ما ينعكس سلبا علي أدائهم المتوتر نفسيا مع الجمهور فتتسم المعاملة بالعجرفة والتعالي مما يفسد العلاقة بين الشرطة والمواطنين ، ويؤدي الي نفور الشعب وكراهيته للشرطة جهازا وافرادا.