اليوم سأذهب لاعطي صوتي في الانتخابات البرلمانية.. دائرتي هي الدائرة الثانية بمحافظة الجيزة وفيها 241 مرشحا علي مقعدين واحد للفئات وآخر للعمال وهو عدد لم تشهده الدائرة في تاريخها بعد ان انضمت امبابة الي الدقي والعجوزة، وفيها 21 قائمة حزبية تمثل الحرية والعدالة، والسلام الديمقراطي، والنور، ومصر الثورة، والاصلاح والتنمية، والثورة المصرية، والحرية، والوسط، ومصر القومي، والكتلة، والثورة مستمرة، والوفد. طبعا حاجة تحير.. لا تحيرني انا.. فقد درست المرشحين والقوائم ايضا.. وحددت من سأختار.. ولكني مشفق حقيقة علي اغلب الناس الذين لم يحددوا اتجاهاتهم.. والذين وقعوا بين المطرقة والسندان.. وقعوا في وسط حرب لم يكونوا ينتظرونها او حتي يتخيلونها. الحرب التي كان يجب ان تخوضها مصر هي حرب ضد الفقر.. والاستبداد.. والدكتاتورية.. والفساد.. وعدم تكافؤ الفرص.. والمحسوبية والشللية والتوريث والتكويش وحاجات كتير جدا. اما الحرب التي وقعت فيها مصر هي حرب مع الحجاب والنقاب وحرمة السياحة وتغطية وجه ابوالهول وحرق كتب نجيب محفوظ وحاجات تانية كتير. مسكين هذا المواطن المصري المطحون امام آلات اعلامية تسكب البنزين علي النار بلا هوادة.. وتوقع الناس في بعضها.. فوقعت هي في اخطاء مهنية كثيرة بأن حولت المعركة الانتخابية علي برلمان سيشرع لمصر في الفترة القادمة الي معركة بين مسلمين وكفار.. مع انه ليس في مصر كفار.. كلهم مؤمنون.. موحدون.. سواء في مسجد او كنيسة.. مصر بلد التوحد قبل كل الاديان السماوية. انا لن التفت لكل هذه الصغائر.. لن ادقق فيما اذا كان المرشح يربي لحيته او يحلقها.. علي فكرة احد المرشحين له صورتان.. واحدة باللحية في امبابة.. والثانية بدون لحية في الدقي.. لن ادقق في الشعار الذي يروجه.. لن التفت الي حجم انصاره خارج اللجان متجاوزا قانون الدعاية الانتخابية.. لن التفت الي التحالفات الانتخابية المصلحجية التي تحاول خداع الناس. سأنتخب من اري ان مصر تحتاج اليه.. وان شعب مصر واهالي دائرته يحتاجون الي ان يمثلهم تحت قبة البرلمان. سأنتخب من يقودني وبلدي الي الامام.. لا من سيعود بنا للخلف.