اجريت في سوريا أمس انتخابات بلدية يتنافس فيها اكثر من 42 الف مرشح علي 17 الف منصب. وقال شهود عيان ان الاقبال كان ضعيفا. وذكر متحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية ان قوات الأمن السورية تحاول اجبار الاهالي علي المشاركة في الانتخابات التي تجري بموجب القانون الانتخابي الجديد الصادر مؤخرا من اجل تعزيز مبدأ اللامركزية.واعتبرت المعارضة الانتخابات غير مشروعة لتزامنها مع اعمال القمع. في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات جديدة بين عسكريين منشقين وقوات سورية وقعت في منطقة إدلب بشمال غرب البلد، مشيرا أيضا إلي استمرار المواجهات التي تدور بين الجانبين في محافظة درعا الجنوبية لليوم الثاني علي التوالي أمس. وقال المرصد ان مدنيا قتل واصيب خمسة اخرون برصاص القوات الامنية اثناء عملية مداهمة في ادلب، فيما اعلنت الهيئة العامة للثورة مقتل 4 اشخاص برصاص الأمن في حماة وادلب ودرعا. وأشار المرصد إلي ارتفاع حصيلة القتلي برصاص قوات الأمن يوم الاحد إلي 12 شخصا بينهم طفلان. واشار إلي مقتل طبيب عضو في تنسيقية اطباء دمشق علي الحدود السورية التركية. في سياق اخر، أكدت السفارة السورية في عمان ان مجموعة من الاشخاص اقتحموا مقرها وقاموا بضرب بعض العاملين فيها. واوضحت ان الشرطة الاردنية اعتقلت ثمانية اشخاص. من جهته، قال محمد حمدو القيادي ب(الجيش السوري الحر) الذي يضم عسكريين منشقين في تصريحات لشبكة (سي إن إن) إن القوات الحكومية منحت سكان حمص مهلة مدتها 72 ساعة حتي مساء أمس الاثنين لوقف الاحتجاجات المناهضة للنظام، وتسليم الأسلحة، وكذلك تسليم "المنشقين" من عناصر الجيش السوري، مهددة بشن هجوم شامل علي المدينة. وقال أيهم كردي أحد العسكريين المنشقين إن محور تركيز مجموعته الآن هو قطع خطوط إمداد القوافل التابعة للنظام. و تعقيبا علي الاضراب الذي بدأ في سوريا أمس الأول، قالت ريما فليحان العضو في المجلس الوطني السوري المعارض ان هذه هي المرة الأولي التي تري فيها المتاجر مغلقة في أحياء متعددة في دمشق، والمرة الأولي التي ينتشر فيها الاضراب إلي معظم الضواحي والمحافظات. واشارت إلي ان الهدف هو الوصول بالاضراب إلي مرحلة العصيان المدني الذي يعطل كل القطاعات ويجبر النظام علي التنحي.واعربت عن خشيتها من ان يكون النظام يجر البلاد إلي السيناريو الليبي. وفي اعقاب هذا الاضرب العام يعتزم الناشطون تنظيم حملة عصيان مدني تشمل اغلاق الجامعات ووقف وسائل النقل العام وهيئات الدولة والطرق الرئيسية التي تربط بين المدن. من جانبه،أعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ان المعارضة السورية ترغب في الحفاظ علي مؤسسات الدولة بما في ذلك اجهزة الامن والسلم الاجتماعي، حتي لا تتكرر الاخطاء التي وقعت في العراق. وأشار غليون - لمجلة دير شبيجل الالمانية - إلي استعداد المعارضة " للتحدث الي سلطات مدنية وعسكرية لا تمثل النظام بل تمثل مؤسسات"، موضحا في الوقت ذاته ان المعارضة "لم تعد " علي استعداد للتفاوض مع القتلة". وذكرت صحيفة الوطن السورية ان وفدا عراقيا رفيع المستوي سيقوم بزيارة إلي دمشق قريبا لبحث سبل تطبيق بنود المبادرة العربية. إلا أن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي ذكر ان المؤتمر السوري للتغيير (المعارض) اعتبر أن الوساطة العراقية في حل الأزمة في سوريا لا تخدم الشعب السوري الذي "يواجه حرب إبادة". من جهة اخري، أعلن مصدر دبلوماسي تركي إن بلاده تأخذ احتياطات من أجل سلامة العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر الذي يعيش في مخيم للاجئين في تركيا. في الوقت نفسه، نفت سوريا أمس "نفيا قاطعا" اي علاقة لها بالاعتداء الذي استهدف الجمعة في جنوب لبنان فرنسيين يعملون ضمن قوة تابعة للامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان (اليونيفيل).