جرت انتخابات الإعادة في الدوائر السبع والعشرين في يومها الأول بالأمس هادئة، وبإقبال محدود قياسا علي ما شهدته عملية التصويت، من إقبال كثيف الأسبوع الماضي، وهو ما لفت نظر الكثيرين في أجهزة الإعلام المحلية والعالمية، وكان مثار تعليق وتحليل منهم، ومحل مقارنة بين ما حدث في المشهدين من فارق كبير في نسبة الحضور . وللحقيقة فإن ماحدث كان متوقعاً، بل ولم يكن علي الإطلاق، من المحتمل أو الممكن، أن يحدث ما يخالف هذا الذي حدث، حيث إن الجولة الماضية من الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، شهدت صراعاً ساخناً بين حشد كبير من المرشحين، موزعين بين عدد هائل من القوائم، وأيضا عدد كبير من المرشحين علي المقاعد الفردية . وفي مثل هذه الحالة، من الطبيعي أن يكون حضور المؤيدين لهم كثيفاً، أما في انتخابات الأمس، فقد كانت محدودة ومقصورة علي المقاعد الفردية، والسباق علي كل مقعد فيها، يدور بين اثنين متنافسين فقط لاغير، وبالتالي كان غياب الحشد الجماهيري شئيا طبيعيا، وهو ما كان يجب أن يتوقعه الجميع . وفي هذا الإطار، يكون الهدوء الذي ساد انتخابات الإعادة بالأمس، ليس خارجاً علي السياق، ولكنه بالطبع كان لافتا للنظر قياساً علي ما جري من قبل في الأسبوع الماضي، لمن لم يضع في حسبانه المتغيرات الفارقة في أعداد المرشحين في الإعادة، بالإضافة الي أن الصراع علي المقاعد الفردية في الإعادة كان في أغلبه يدور بين مرشحي تيارين متقاربين في المنهل والمشرب، وهو ما أثر بالقطع علي الإقبال الجماهيري، حيث لا فارق كبيرا بين الاثنين في نظر الكثيرين . وفي هذا الإطار أيضا، كانت دوائر الإعادة في القاهرة أكثر هدوءاً منها في المحافظات الثماني الأخري، وهذا أيضا كان متوقعاً، نظراً للاختلاف النسبي في التركيبة الاجتماعية للقاهريين عنها في محافظات الوجهين القبلي والبحري، حيث الوجود المحسوس للعصبيات العائلية والارتباطات الأسرية. وفي كل الأحوال، من المتوقع، بل والطبيعي أيضا أن تعود طوابير الناخبين الطويلة والممتدة للظهور بشكل محسوس ومكثف في الجولة الثانية للانتخابات، وهو ما سيؤكد للجميع إصرار الشعب علي المشاركة الفعالة والجادة في الاختيار الحر والديمقراطي لنوابه في البرلمان،..، هذا ليس توقعا فقط، ولكنه أمل يراودنا جميعاً .