إذا خلصت النوايا، وصفت الضمائر، فإن كل رأي سيكون مقدرا، وأي رؤية موضوعية سيُستفاد منها، وجميع الإفكار المبدعة يمكن أن تُستثمر في إعادة بناء وطن تم تجريفه عن عمد، وكانت أخطر تجليات عملية التجريف إستهداف عقول النخبة التي لم تقبل التدجين أو المهادنة. في هذه اللحظة الفارقة، فإن انشاء مجلس مدني استشاري الي جانب المجلس العسكري والحكومة، يعني ان المجلس من مفكرين وساسة وعلماء وخبراء، قادر علي تقديم المشورة التي تمثل عونا لدوائر صنع القرار، للاسترشاد برؤي تساهم في صياغة المستقبل. المهم ألا يكون المجلس شكليا، أو ليس أكثر من جهاز ديكوري، فقد مللنا كل ما من شأنه إهدار اعز ما تملكه مصر: عقول ابنائها. »المستشار الذي لا يستشار« والمجالس التي اعتدناها أقرب الي جراچات تتكدس فيها الكفاءات، كانت من سمات عصر قادنا الي التخلف، حين كانت صدارة المشهد لأهل الثقة غير الجديرين بها، وكان الحصاد المر الذي تجرع مرارته عشرات الملايين 30 عاما ! مطلوب توسيع دوائر المشورة، ودعم اتخاذ القرار وفق آلية محددة، من ثم فإن قرار انشاء مجلس استشاري لابد أن يحمل في بنده الثاني صلاحيات ومسئوليات واضحة تضمن تفعيل واستمرار دوره، لا أن يكون مجرد هيئة لا هدف لها إلا »تطييب خواطر« من يتصورون انهم من »جرحي الثورة«!