فجأة تغير المشهد أصبح الليل نهارا والصمت ضجيجا وزحاما شديدا، الثانية فجرا والجميع في قمة النشاط ،الالاف يتوافدون، الاعداد تتزايد في صحوة فجائية تنبيء عما سيحدث في هذا اليوم العظيم ، فقد ساقتني الصدفة الي توصيل واحدة من الموظفات من ميدان الرماية الي ميدان المطرية لتسلم صندوق الانتخاب والكشوف والشارات ولأول مرة اهتم بالانتخابات حتي قبل ان تبدأ، فرغم تسابق الفضائيات في تصوير بحور الدم التي ستسيل ، خرجت لأستمتع بأولي نسائم الحرية فتجربة انتخابات حرة وعادلة كانت أكبر من ان اتجاهلها ،لم يكن دافع الموظفين المتزاحمين في منتصف الليل مجرد مكافأة او خوف من العقاب لكنه الاصرار علي تقديم واجب وطني فبدونهم لن تتم الانتخابات او فرز الاصوات شاهدت كبار السن وشاهدت سيدات منهن من اصطحبت زوجها او ابنها لتوصيلها في هذا الوقت المتأخر، جمع غفير متنوع له هدف واحد هو تنظيم العملية الانتخابية، شاهدت شبابا وبنات منهم من يشاهد كواليس العمل السياسي لأول مرة مثل القاضية غادة ووكيلة النيابة امنية والمهندسة ابتسام والموجهة فايزة جميعهن شابات مصريات دخلن التاريخ لأنهن شاركن في انتاج اول انتخابات ناجحة في تاريخ مصر بعد ثورة 52 يناير بدون احمد عز او زكريا عزمي او صفوت الشريف وبدون الغول والحوت والتمساح والثعبان لم تكن وحدهن كان معهن ملايين من المصريين الذين اصطفوا امام اللجان يتوقون شوقا الي العدالة التي حرموا منها فهل تكتمل الفرحة وتنتهي هذه المرحلة بنفس البداية المبشرة ؟