لكل مولود جديد فرحة خاصة، فرحتي بانطلاق المرحلة الاولي لأول انتخابات برلمانية بعد ثورة 52 يناير لاتقدر، كان من الممكن ان تكون فرحتي مضاعفة لو لم تنته المرحلة الاولي من الانتخابات بالاحداث المؤسفة التي تعرض لها بعض القضاة في بعض اللجان من احتجاز وارهاب من قلة خارجة عن القانون. فرحتي كان من الممكن ان تكون مضاعفة لو لم تنتهك العملية الانتخابية بالاخطاء الاجرائية والادارية التي تمثلت في تأخر فتح اللجان بسبب تأخر حضور القضاة، واستمارات التصويت التي لم يتم ختمها، والانتهاك الصارخ من موظف باحدي لجان السيدات بمدرسة احمد عبد العزيز الابتدائية بروض الفرج الذي احتجز استمارات التصويت بعد تعبئتها من قبل الناخبات عند علمه بأنهن يصوتن للكتلة المصرية، زاعما انه سوف يضعها في الصندوق بنفسه بعد تجميعها لكي يخف الضغط عن اللجنة! كان من الممكن ان تكون فرحتي بانطلاق اول انتخابات برلمانية بعد الثورة مضاعفة لو لم ترتكب جملة الاخطاء البشعة من كافة المرشحين والاحزاب امام جميع اللجان بكافة المحافظات، والتي تمثلت في مواصلة الدعاية بالمخالفة للقانون، والتأثير علي الناخبين وتوجيههم لاختيار مرشحين بعينهم مع قائمة بعينها، وشراء الاصوات بالمال والسكر واللحم والزيت، وللأسف الشديد فهؤلاء المرشحون واصحاب تلك القوائم هم من كانوا يصرخون في الماضي من تعرضهم لنفس الاساليب اللاأخلاقية المخالفة للقانون التي كان يمارسها النظام السابق ضدهم لكي لا يفوزوا بالمقاعد البرلمانية، وها هم بعد الثورة يمارسون نفس الاساليب ضد منافسيهم! كان من الممكن ان تكون فرحتي مضاعفة لو لم يتم الحشد في تلك الانتخابات علي اساس ديني، أو المتاجرة بالدين في اللعبة السياسية بالمخالفة للقانون، كثير من الناس التقيت بهم في جولاتي علي بعض اللجان عبروا عن اشمئزازهم من الالحاح السمج الذي مارسه البعض امام اللجان، كثيرون جاءوا خوفا من الغرامة فقط لا غير وهم علي غير علم بطريقة الانتخاب أو الاختيار وكثير منهم وقعوا فريسة لبراثن التوجيه ممن يقدمون خدمة التعريف باللجنة والايعاز باختيار قوائم معينة. مما لاشك فيه ان نزول الناخبين بكل هذه الكثافة العددية في يومي المرحلة الاولي شيء مفرح، لكن ما يثير القلق لدي الكثير هو ما ستسفر عنه الانتخابات من تشكيلة برلمانية غير مريحة بدأت مؤشراتها تتضح من عملية الفرز علي اعتبار انها لا تلبي طموح البعض . ينتابني الفرح بأي وليد جديد، فرحت بانطلاق البث التجريبي لقناة "صوت البلد" مع اول يوم من ايام المرحلة الاولي للأنتخابات، لأن زميلة الدراسة والعمل الهام ابو الفتح تقف علي رأس ادارتها ، ويتولي زميل العمر عمرو الخياط منصب مدير البرامج بالقناة، انني علي ثقة بأن "صوت البلد" سوف تتسم بالمهنية الاعلامية والحيادية التي يتطلبها الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد، بعيدا عن الاثارة الفارغة، والعبط الاعلامي الذي نشاهده في قنوات كثيرة.