ردود أفعال متباينة سيطرت امس علي الشارع المصري عقب إلقاء المشير محمد حسين طنطاوي القائد الاعلي للقوات المسلحة خطابه الي الشعب المصري حول الأحداث الراهنة.. الردود تنوعت بين مؤيد ومعارض لما جاء في مضمون الخطاب الذي انتظره الشعب طوال يوم امس ليضع حدا وفاصلا لما يجري حاليا من مستجدات بميدان التحرير والساحة السياسية. المؤيدون أكدوا ان وزارة شرف تستحق بالفعل قبول استقالتها لأنها لم تكن حكومة ثورة ولم تعبر عن آمال وطموحات الثوار في تحقيق اهداف الثورة ورأوا اقامة الانتخابات التشريعية في موعدها سيساعد في عبور المرحلة الخطيرة التي تشهدها مصر حاليا وترسو بمصر في بر الامان. بينما رأي المعارضون ان ما جاء في خطاب المشير من قرارات خاصة بتسليم السلطة في يوليو القادم الي سلطة مدنية وتشكيل وزارة جديدة اصبح امرا لم يعد مقبولا فهذه القرارات ربما كانت تصلح قبل يوم السبت الماضي اما الان فهي لا ترضي اي طموح خاصة بعد اسالة دماء متظاهرين جدد من ثوار الميدان مؤكدين انه لن يقبلوا باي قرارات قبل محاسبة المسئولين عن قتل هؤلاء المتظاهرين ثم تسليم السلطة في اقرب وقت الي سلطة مدنية وتشكيل حكومة انقاذ وطني يكون عليها توافق شعبي. قال محمد سالم احد المؤيدين انه استقبل قرارات المشير بحالة من الارتياح خاصة بعد ان اكد علي اقامة الانتخابات في موعدها حيث ان اقامة تلك الانتخابات سينتقل بنا الي قدر كبير من الديمقراطية التي ننتظرها منذ زمن بعيد وستكون هناك سلطة تشريعية بعد ان كان هناك فراغ نيابي حاليا في مصر. واكد بلال محمود منسق حفلات ان خطاب المشير خطاب جيد في مضمونه ويحمل مطالب تم عرضها منذ فترة ليس بقليلة موضحا انه يتمني تنفيذها كما هي وفي نفس التوقيت المعلن عنه حتي تتعدي مصر المرحلة الحالية وتخرج من النفق المظلم ويتم وضع الدستور واختيار رئيس الجمهورية وتسليم السلطة الي حكومة مدنية. من جهة اخري ابدي علي خالد مهندس بترول اعتراضه علي ما جاء في خطاب المشير مشيرا انه لم يضع جدولا زمنيا لتشكيل الحكومة البديلة لحكومة عصام شرف كما انه يشك في نوايا المجلس العسكري بان يعطي الحكومة الجديدة جميع الصلاحيات فالخطاب لم يتضمن ضمانات لتحقيق ذلك. اما عمر فريد محامي فقال انه يعارض بشدة خطاب المشير، فالخطاب جاء متأخرا بعد ان تم قتل أكثر من 03 متظاهرا بميدان التحرير برصاص الشرطة والجيش، موضحا انه يطالب قبل أي خطاب وأي قرارات تحديد من المسئول قتل هؤلاء الابرياء. وقال محمد علي استاذ جامعة ان المجلس العسكري لم يضع في خطاب امس ملامح الحكومة الجديدة وكيف سيتم تشكيلها. اما نور محمد محامي فأكد ان فكرة الاستفتاء فكرة مرفوضة تماما لانه في استفتاء مارس تم اللعب في عقول المواطنين بفكرة الاستقرار والامن ولم يتحقق ذلك، اما الاستفتاء الجديد فلا يضمن هل سيتم اللعب بعقول المواطنين مرة أخري أم لا. وقال خالد عشماوي صاحب محل ان فكرة اقامة الانتخابات في موعدها فكرة جيدة ولكن كان مطلوبا انه يحدد المشير طنطاوي معايير اختيار الحكومة الجديدة وهل سيتقاسم معها الصلاحيات ام انه سيكون رقيبا عليها مثلما كان يفعل مع حكومة عصام شرف. وقال محمد علي واحمد متولي يعملان في محل كهرباء ان دماء المتظاهرين حاليا بميدان التحرير لن تذهب هباء ولن يتم قبول اي اسف علي هذه الدماء الذكية . واكد محمد الفار وعاصم صلاح علي ان الخطاب مرفوض تماما فهذا الخطاب جاء متأخرا كعادة خطابات المجلس العسكري تأتي بعد ضغط شعبي ومواقف محرجة، والمواقف هذه المرة دموية .