من حق حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق غير المأسوف عليه أن يرقص فرحا وطربا داخل زنزانته في طرة. تلاميذه قاموا بالواجب وانتقموا له.. ووجه قناصته الذين مازالوا ينكرون وجودهم رصاصهم إلي صدور من ثاروا وانتفضوا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. الآن.. يستطيع العادلي أن ينام مستريحا هانئ البال.. بعدما اقتص تلاميذه وأبناؤه ممن كانوا السبب في دخوله السجن.. من حقه الآن أن يرقص مثلما كان يرقص عصام الحضري ويكسر بطيخة حمراء بلون البدلة التي سيرتديها قريبا.. سيقول حبيب العادلي للمجلس العسكري ولحكومة شرف والعيسوي.. انه مازال يعمل بكامل لياقته.. مازال يخطط ويدبر ويوجه.. مازال تلاميذه يملأون كل مكان.. مازال يعامل كوزير حالي.. حتي عندما كان يعالج في مستشفي الشرطة منذ أسابيع وتؤدي له التحية العسكرية الواجبة. ضحايا جدد سقطوا في ميدان التحرير.. في هجمة شرسة من تلاميذ العادلي علي بسطاء أبرياء عزل من السلاح.. مجرد أنهم كانوا يطالبون بحق أبنائهم أو اخوتهم من الشهداء.. وكان يمكن أن تلبي مطالبهم منذ شهور مثلما كان لدي الحكومة وقت لتلبيتها في اليوم التالي. هذا الموقف جعل من غادر الميدان يعود إليه وجعل من لم ينزل إليه أصلا أن يتوجه إليه فورا. هذا الموقف جعل أصحاب الحق يتوجهون إلي مقر الداخلية ليهاجموها.. وبالطبع من الممكن أن يندس بينهم من يندس.. لكن المواجهات كانت عنيفة ودموية ومخيفة لكل الناس. نلوم من.. هل نلوم هؤلاء الضحايا الأبرياء.. أم نلوم كل من أمسك سلاحا ووجهه إليهم.. أم نلوم من ترك الأمور هائمة عائمة إلي الحد الذي انفلت فيه كل شيء. أم نلوم أنفسنا نحن الذين نحذر وننبه ونطالب دون أن يسمع أحد أو يستجيب. بالتأكيد لن نلوم حبيب العادلي.. الذي نجح أبناؤه وتلاميذه في تنفيذ وصيته.. والانتقام له.