في 23مايو 2009.. صدر عدد المجلة الألمانية الشهيرة: »دير شبيجل« الذي حمل مفاجأة مذهلة لمن يتابع تطورات التحقيقات في مذبحة بيروت، المطروحة أمام المحكمة الدولية التي شكلتها الأممالمتحدة، واتخذت مقراً لها في هولندا. أكدت المجلة الألمانية نقلاً عن مصادرها المقربة من المحكمة الدولية أن التحقيقات المكثفة التي جرت في لبنان، كشفت عن نتائج جديدة لم تكن معروفة من قبل. فمنذ بدء التحقيق في مذبحة 14فبراير 2005، وأصابع الاتهام تشير إلي دمشق، وتتهم أجهزتها الأمنية بالتورط في تلك المذبحة الوحشية، وبدعم، وصمت، ومشاركة عناصر من قيادات الأمن اللبناني بداية من: »الجنرالات الأربعة« الذين تحفظوا عليهم في السجن إلي أن أصدرت المحكمة الدولية قرارها بالإفراج عنهم.. وهو القرار الذي أدهش البعض خاصة الذين سبق أن سمعوا، وقرأوا، الكثير جداً عن »مغامرات« الجنرالات الأربعة وأين كانوا قبل الانفجار؟ وأين ذهبوا بعده؟ من هاتفوهم؟ ومن تلقوا مكالماتهم؟ ثم فوجئوا بالمحكمة الدولية تعقد جلستها الأولي وتصدر حكمها بالإفراج الفوري عن »اللواءات الأربعة«. المجلة الألمانية Der Spiegel ضاعفت الدهشة عندما انفردت بنشر الجديد، والمثير، في قضية اغتيال »الحريري«، ويؤكد عزم المحكمة الدولية علي تغيير إتجاه إصبع الاتهام إلي جهة أخري. فبعد أن كان موجهاً، مسلطاً، ناحية العاصمة السورية، أصبح الآن متصلباً في إشارته إلي »الجناح العسكري للمنظمة الشيعية اللبنانية« التي تطلق علي نفسها اسم: »حزب الله«. ونشرت المجلة الألمانية إتهاماً مباشراً لحزب الله عن ضلوعه في تخطيط عملية إغتيال رفيق الحريري، وتولي أفراد جناحه العسكري تنفيذها (..). تفاصيل المفاجأة تشير إلي أن نتائج، و وثائق الرقابة الإلكترونية علي الاتصالات، ومصادرها، وتنقلاتها، أوصلت المحققين الدوليين إلي 8 هواتف محمولة اشتراها عدد من أفراد »فرقة الاغتيالات« التابعة لحزب الله من محلات في مدينة طرابلس. وأسفرت المراقبة الإلكترونية عن رصد مكالمة لأحد تلك التليفونات تبين أن حامله يدعي: »عبدالله ماجد غاملوش« تصادف أنه »ناشط في حزب الله«، وتصادف أيضاً أنه سبق إرساله إلي إيران للتعرف علي آخر صيحات القتل الفردي والقتل بالجملة، إلي جانب إقامته لعدة أسابيع داخل معسكر تابع للحرس الثوري الإيراني للتدريب علي أحدث وسائل الاغتيالات متعددة الأهداف! المهم.. أن »القاتل الفدائي« اختفي .. ولم يترك أي أثر علي مكانه حتي الآن! و تزداد إثارة نتائج المراقبة الإلكترونية عندما يتبين للمحققين أن »العقل المدبر« للمذبحة يدعي:» حاج سالم« يقيم في الحي الشيعي بجنوب بيروت مقرباً جداً من الأمين العام لحزب الله الذي عينه مسئولاً عن وحدة عسكرية للمهمات الخاصة أي: لتصفية الخصوم الخاضعة للإشراف المباشر من الشيخ حسن نصر الله. .. وللحديث بقية. إبراهيم سعده [email protected]