لأبدأ معكم بأروع ما قرأت، كتب والي خراسان إلي الخليفة عمر بن عبد العزيز يستأذنه في أن يرخص له باستخدام بعض القوة والعنف مع أهلها قائلاً في رسالته للخليفة " إنهم لا يصلحهم إلا السيف والسوط فرد عليه عمر قائلا كذبت بل يصلحهم العدل والحق فابسط ذلك فيهم واعلم أن الله لا يصلح عمل المفسدين " لقد صدق عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ولكنهم لا يفهمون ولا يعقلون ولا يستمعون..! فالإفراط الأمني لن يجدي مع الثوار المسالمين هم أصحاب قضية آمن بها الشعب المصري "عيش حرية عدالة اجتماعية" ولم يتحقق شيئ منذ تنحي الرئيس المخلوع. كان الشباب بميدان التحرير وقت بدء العنف معهم لا يزيد عن 20 ٪ عما هم الآن فالعنف أدي إلي زيادة الأعداد ! فلماذا لم يوجه هذا العنف طوال الشهور الماضية إلي البلطجية ومروعي أمن المواطنين، إن الأمر يزداد سوءاً يوما بعد يوم ولا يظهر ضباط الداخلية وجنود الأمن المركزي إلا لاغتيال حلم الثوار، السيناريو نفسه يتكرر في كل الأحداث، أما جيشنا العظيم فدائماً ما يقف متفرجاً ثم يتدخل بعد أن يسقط عشرات القتلي والجرحي مما يجعلنا في حيرة، لقد قبلنا بالجيش بصفته شريكاً وحامياً للثورة فلا يوجد في الدستور المصري أي بند لأن يحكم الجيش مصر أي أن شرعية وجود المجلس العسكري شرعية شعبية فلماذا لم تتحقق المطالب الشعبية التي جاء من أجلها..؟! ولماذا يشعرنا المجلس أنه لا ينفذ سياسات الرئيس المخلوع فحسب بل تعداها بأقسي منها يكفي أن أكثر من 21 ألف محاكمة عسكرية تمت للمدنيين خلال عشرة شهور بينما يحاكم مبارك ومسئولو النظام السابق المتورطون في ارتكاب جرائم ضد الانسانية بحق الثوار محاكمة مدنية، أليست مثل هذه الأفعال وغيرها تجعلنا دائماً في غضب وثورة..! التليفزيون الرسمي مات.. تشويه الحقائق مستمر.. ولا عزاء للشهداء.