سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعذيب صحفي »الأخبار« في مديرية أمن الإسكندرية اعتقلوه أثناء تغطية الأحداث.. وقالوا له: »إنت صحفي.. سنتك سودة«
جردوه من ملابسه وقيدوه وسبوه وضربوه بالعصي الغليظة
حرموه من الطعام والشراب ومنعوا عنه أدوية السرطان
سرحان سنارة »الأخبار« تبلغ المجلس العسكري والنائب العام ومجلس حقوق الإنسان بهذه الواقعة الخطيرة تعرض الزميل سرحان سنارة الصحفي بمكتب الأخبار بالإسكندرية لاعتداء صارخ من رجال الشرطة بالإسكندرية وداخل مديرية الأمن.. اعتداء يتنافي مع حقوق الإنسان رغم علمهم بأنه صحفي. وتقدمت »الأخبار« ببلاغات عاجلة إلي كل من المجلس العسكري والنائب العام ومجلس حقوق الإنسان للتحقيق في هذه الواقعة الخطيرة. كما أدانت نقابة الصحفيين في الإسكندرية الاعتداءات التي وقعت من رجال الأمن ضد الصحفيين بالصحف ووكالات الأنباء. كما أدان مجلس النقابة احتجاز الزميل سرحان سنارة بمقر مدير أمن الاسكندرية والتعدي عليه بالضرب والإهانة لعدة ساعات دون مبرر وطالب مدير الأمن اللواء خالد غرابة بالتحقيق العاجل ومحاسبة المسئولين عن ذلك. وأعلن صحفيو الإسكندرية تضامنهم مع الزميل سرحان سنارة الصحفي بمكتب "الأخبار" بالإسكندرية بعد تعرضه للاحتجاز والتعذيب عدة ساعات بمديرية أمن الإسكندرية.. والقبض عليه أثناء تأدية مهام عمله.. وتقدمه ببلاغ للمستشار عادل عمارة محامي عام شرق الإسكندرية بتفاصيل تعرضه للاحتجاز والتعذيب بطريق غير آدمية في مقر مديرية أمن الإسكندرية.. قصص مؤسفة شاء القدر ان يكتشفها الزميل "سرحان سنارة"، الصحفي بمكتب الأخبار بالإسكندرية، وعضو نقابة الصحفيين، بعد ليلة سوداء قضاها ظلما في مديرية أمن الإسكندرية، بعد إلقاء القبض عليه أثناء تغطيته الصحفية لاشتباكات المتظاهرين مع قوات الأمن، والتي رأت عقابه خوفا من فضح تجاوزاتهم .. وزادت في ظلمها بمنعه من تناول الدواء " المضاد الحيوي الخاص بمرض السرطان"، مما أدي إلي إضرابه عن الطعام والدواء حاليا اعتراضاً علي انتهاك أبسط حقوقه ..تفاصيل كثيرة مؤلمة تحكيها السطور التالية ، تحمل قصته وقصة معتقلين أخرين حملوه الأمانة في كشف الظلم..بداية القصة في صباح يوم الأحد 20 نوفمبر 2011 عندما توجه الصحفي سرحان سنارة، ضمن فريق "الأخبار"، لتغطية حادث وفاة الناشط السياسي بهاء السنوسي الذي لقي مصرعه أمام مديرية أمن الإسكندرية في اشتباكات الأمن مع المتظاهرين... ومن هنا بدأت فصول القصة التي يرويها الزميل سرحان سنارة علي لسانه: انطلقنا صباح يوم الأحد، إلي مشرحة كوم الدكة، لتغطية مظاهرات النشطاء السياسيين الغاضبين، وظلننا هناك لعدة ساعات، حتي تم دفن الجثمان بعد صلاة المغرب، وقرر مئات المواطنين الخروج في مظاهرة غاضبة،اعتراضا علي مقتل بهاء وعلي تقرير الطب الشرعي الذي اعتبروه "غير مقنع" ..فخرجت مع جموع المتظاهرين ،الذي انقسموا في شارع أبي قير أمام كلية الهندسة إلي مجموعتين ،قررت المجموعة الأولي التوجه إلي المنطقة الشمالية العسكرية للتظاهر السلمي ، بينما قررت المجموعة الثانية التي انطلقت إلي مديرية أمن الإسكندرية وقررت مع زملائي الصحفيين تتبعهم لاستكمال التغطية الصحفية. ووصلنا هناك بعد أذان العشاء، فوجدنا تواجداً أمنياً مكثفاً، حيث أحاطت قوات الأمن المركزي بساحة مديرية الأمن من جميع الاتجاهات ،ومع وصول المتظاهرين الذين بدأوا بإلقاء الحجارة، قامت قوات الأمن بالتراشق معهم ،فوجدت نفسي فيما يشبه "حرب الشوارع"..وتفرقت عن زملائي، وقررت الابتعاد حوالي 200 متر عن ساحة مديرية الأمن ،والاختباء خلف احدي محطات البنزين ،في محاولة للابتعاد عن الدخان المنبعث من القنابل المسيلة للدموع، والتي كانت تلقي بكثافة ، حتي أصابتني بدوار قوي ،فبدأت في فقدان توازني، خاصة أنني "مريض بالسرطان في الدم والنخاع ".. وأثناء ذلك فوجئت بهجوم 3 أفراد بزي مدني ، جذبوني من ملابسي وسحبوني معهم دون أي توضيح.. فظننتهم في البداية" بلطجية" ولم أتخيل أبدا إنهم من الشرطة بسبب أسلوبهم العنيف، فظللت اصرخ فيهم" انأ صحفي أمارس عملي اتركوني" ،بدون أي استجابة، وطلبت منهم أن يذهبوا بي إلي مديرية الأمن ظنا مني قياداتهم سيتفهمون الوضع. وكانت المفاجأة المذهلة، أنهم اقتادوني فعلا إلي مديرية الأمن ولكن للتعذيب! وبصعوبة أخرجت بطاقات الهوية ونقابة الصحفيين وأبرزتها لهم ،دون اهتمام.. حيث قام رجال الشرطة الثلاثة، بالصعود بي الي الدور الرابع سمعتهم يسألون "الناس المحجوز فين؟"، فرد عليهم زملاؤهم "في الدور اللي تحت"،فجروني الي الدور الثالث،وأدخلوني إلي مكتب أحد الضباط، فقمت فورا بتسليمه بطاقتي الشخصية وكارنيه نقابة الصحفيين ،وكارنيه "أخبار اليوم"،وشرحت له انني اعمل صحفيا ،ولم اكن أشارك في المظاهرات أو ارتكب أعمال شغب من اي نوع. فلم يعبأ بي وأمر رجاله بتفتيشي ،فوجدوا في جيوبي الأوراق التي ادون فيها ملاحظتي ،فقاموا بالاطلاع عليها وصرخوا في " ايه اللي انت بتكتبه ده "، وعمال تقول صحفي ده أنت سنتك سوده"..وقاموا بالتحفظ علي أموالي وهاتفي المحمول والكارنيهات كلها وأمرهم قائلا" ارموه مع التانيين" . فقاموا بسحبي إلي حجرة صغريه حوالي 3 *3 أمتار، ومليئة بآخرين يصل عددهم الي حوالي 25. فالقوني عليهم، وضموني الي طابور الضرب، وقاموا بنزع جميع ملابسي.. وتركوني بالملابس الداخلية فقط، ثم قاموا بتغطية وجهي بقميصي، وتقييد يدي بقسوة حتي شعرت بتوقف الدماء في يدي ثم قاموا بسرقة أموالي ،وسط توجيه السباب العنيف بالأب والأم والاستهزاء بنا.. وواصل الضباط تعذيبهم لنا وأمرونا بالاصطفاف علي الحائط، ومع زيادة أعدادنا أصبحنا ملتصقين في بعضنا البعض، وشعرنا بالاختناق، وأمرونا برفع أيادينا لساعات وكلما سقطت أيادينا من الإرهاق قاموا بضربنا بالعصي الخشبية.. وبدأت في حديث خافت مع المعتقلين الذين بدأ بعضهم في البكاء، فكنا نسأل هو إحنا في أمن الدول ولا ايه حيعملوا ايه فينا ..حكي احد المعتقلين باكيا انه فني ألوميتال ،وانهم قاموا بسرقة أمواله "500 جنيه" ،واخر يحكي انه تم اختطافه من امام مركز سموحة العالمي أثناء غسيل كلي والدته ،ومع مرور الوقت كان عدد المعتقلين يزيد حتي قال احد الضباط لزملائه إنهم وصلوا إلي 60 الآن ..وبدأوا في تصويرنا بكاميرات الموبايل وضربنا!. وخلال عملية الضرب المستمر،أصيب احد المعتقلين بنزيف حاد من الرأس ، فاكتفي الضباط بسحبه إلي صيدلية للف رأسه ،ومن كان يصاب بحالة إغماء كان يكتفون بنثر الماء علي وجهه، وسط صراخنا ..ثم أمرونا بالجلوس علي الركبة ووجهونا في الأرض، ومنعوا عنا الطعام والشراب وحتي الأدوية، رغم صراخنا وأخبرتهم أنني مصاب السرطان وفي حاجه شديدة إلي دواء.. وبعد منتصف الليل ،وجدت احد الضباط ينادي علي احد المعتقلين قائلا" تعالي هنا ..في تليفون ليك"، فتوجهت له متوسلا أن يمنحني دقيقة واحدة فقط، وأخيرا استجاب لي احدهم فلم أتذكر سوي رقم زوجتي فاتصلت بها ، فاتصلت بزميلي احمد سليم في مكتب "الأخبار" الذي اتصل بزميلنا "هيثم الشيخ في وكالة أنباء الشرق الأوسط الذي خاطب رئيس مباحث مديرية أمن الإسكندرية، والذي اعتذر لي وأمر بإعادة تليفوني وملابسي، وفشل في العثور علي أموالي المسروقة.. وخرجت أخيرا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وأنا في شدة الإعياء، وقررت الإضراب عن الطعام والدواء حتي استعيد كرامتي التي أهدرتها الداخلية ظلما.