لم يدع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، فرصة تمر، وهو يفتتح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين دون أن يؤكد مدي حميمية العلاقة التي تربطه وجدانياً بمصر، التي شهدت أيام طلبه للعلم في جامعة القاهرة، وتأكيد نزوعه نحو الإبداع، واقترابه من شاطئ المسرح، وتعرفه إلي فنان كبير مثل زكريا الحجاوي، وقد أنشد علينا في حفل الافتتاح أبياتاً من قصيدته التي تحمل اسم "الشارقة"، ويستهلها بتصوير ما لمصر في وجدانه من رصيد ضخم. ويتجدد الاهتمام بمصر عندما يحرص علي حضور ندوة "تحديات الثقافة العربية"، التي كان فرسانها الثلاثة من المصريين الدكاترة: محمد صابر عرب، رئيس هيئة دار الكتب والوثائق القومية، والدكتور شاكر عبد الحميد، الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، والدكتور زين عبد الهادي، رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، ولا يكتفي القاسمي بالحضور، بل يقوم بالتعقيب علي المحاضرين، ثم يعود إلي القاعة من جديد ليحضر ندوة "الثقافة العربية في أفق التبدلات"، التي يحاضر فيها الدكتور مصطفي الفقي، ولا يخفي الفرحة عندما تصعد الناشرة داليا محمد إبراهيم لتتسلم جائزة اتصالات لأفضل كتب الأطفال عن الكتاب الذي أصدرته "نهضة مصر" بعنوان "طيري يا طيارة"، من تأليف أماني العشماوي، ورسوم هنادي سليط، وهي الجائزة التي تبلغ قيمتها مليون درهم. ويبادر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، مع اثنين من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد: عادل المصري، وعاصم شلبي، بتسليمه درع الاتحاد في حفل الافتتاح. وعلي ذكر الجوائز يشهد معرض الشارقة ندوة تكريمية لرواية "العاطل" للكاتب المصري ناصر عراق، التي ضمتها القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، المعروفة باسم "البوكر"، وذلك بحضور ناشرها، محمد رشاد، وعدد من المثقفين المصريين والعرب. وفي المعرض يقام حفل توقيع للكتاب الذي أصدره الدكتور أحمد عفيفي، الأستاذ المصري بجامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين، وعنوانه "الصوت المختلف.. علي جعفر العلاق شاعرا وناقدا وإنسانا". وتحضر الثقافة المصرية بكثافة علي امتداد هذه الدورة بدءا من مشاركة الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة، في ندوة وزراء الثقافة العرب التي حضرها حاكم الشارقة أيضاً، إلي مشاركة عدد من رؤساء هيئاتنا الثقافية: رئيس دار الكتب، والأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، والدكتور أحمد مجاهد، رئيس مجلس إدارة هيئة الكتاب، الذي نجح في عقد العديد من الاتفاقات فور وصوله من معرض إستانبول. وإذا كان جناح هيئة الكتاب قد قدم أحدث ما أصدرته من عناوين إلي رواد المعرض، فإن جناح المركز القومي للترجمة حظي بإقبال الكثير من المشتغلين بالأدب المقارن وعلوم التفاوض. وتتيح هذه الدورة للشاعر الأقصري حسين القباحي، رئيس لجنة العلاقات العربية باتحاد كتاب مصر، فرصة استعادة ذكريات السنين التي أمضاها بين مبدعي الشارقة، فقد راح يلتقي بهم ويتفق معهم علي عقد دورات جديدة من "أيام الشارقة في الأقصر"، بعد أن أنشد قصائده علي رواد المعرض. كما تتيح لنا الاقتراب من أصدقاء مبدعين ونقاد يلعبون دوراً إبداعياً ونقدياً في دولة الإمارت مثل: الأديب عبد الفتاح صبري، والدكتور صلاح رزق، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، والدكتور رشاد سالم والدكتور محمود ياقوت، الأستاذين بقسم اللغة العربية بجامعة الشارقة. وقبيل مغادرتي الشارقة كان من المنتظر حضور الروائية أهداف سويف، والروائي جمال الغيطاني، والشاعر الدكتور حسن طلب، والروائية ميرال الطحاوي.