من شقة متواضعة في شارع أبوبكر الصديق بحي الدقي، وعلي اكتاف مجموعة من الصحفيين والباحثين الموهوبين، تحقق نوع من اليوتوبيا الاعلامية التي برزت إلي الكون عام 9991 متمثلة في منبر إعلامي علي الانترنت لايدين بالولاء لدولة أو نظام أو حكومة أو جماعة أو تنظيم أو حزب.. موقع الكتروني ولاؤه لله سبحانه وتعالي وكلمة الحق الصريحة الواضحة.. هكذا بدأ موقع »اسلام أون لاين« وهكذا تم اختطافه مؤخرا في حرب علي القيم التي كان يعليها الموقع اتساقا مع ايمان وقناعة القائمين عليه بأن الاسلام دين الوسطية، وذروة سنامه: التسامح والعدل والحرية والمساواة. ركز الموقع علي التقريب بين البشر كآدميين ، لا فضل لاحد علي احد الا بالتقوي حتي ان البعض كان يتمني ان يكون اسم الموقع »إنسان اون لاين« وجاء هذا التقريب علي مستويين. اولا الحوار الداخلي بين ابناء العقيدة الواحدة من سنة و شيعة لهدم الحواجز المصطنعة بين انصار المذهبين وكانت للموقع اسهامات واجتهادات مستنيرة في هذا المجال وثانيا علي مستوي الحوار مع الاخر »حوار الاديان« ابرازا للبناء السامق الذي شيده الاسلام لقيمة التسامح، حيث لايكتمل اسلام الناس الا بإيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. رأي كثيرون في هذه الاستنارة ما يؤرقهم فقرروا خطف الموقع إلي قطر، في نفس الوقت الذي رأي فيه توفيق غانم وهشام جعفر وحسام السيد ومحمد زيدان وعشرات غيرهم من المخلصين الغيورين علي القيم الاصيلة للاسلام، رأوا ان ما بنوه في ليال وسهروا عليه ينهار امام عيونهم. الشقة البسيطة في حي الدقي اصبحت مبني ضخما حديثا يضارع افضل المؤسسات الصحفية الاوروبية.. الموقع الصغير اصبح بوابة ضخمة تشمل 7 مواقع تخاطب كل من يتحدث العربية والانجليزية اينما كان وحيثما وجد. وصل عدد الزائرين يوميا إلي 003 الف. الموقع اصبح الاول بين المواقع الاسلامية والثاني بين المواقع العربية. اما ترتيبه بين المواقع العالمية فكان يتأرجح بين 053 قد يزيد أو يقل وهو ترتيب متقدم جدا اذا علمنا ان بعض مواقع المؤسسات الصحفية يأتي في المرتبة ال 0021 ولكي تدركوا الفارق بعد ان تم اختطاف الموقع إلي قطر نقول ان عدد الزائرين اليومي لم يعد يزيد علي 02 الفا فضلا عن تدهور مستواه المهني. كان جزاء سنمار الذي تلقاه العاملون في اسلام اون لاين بعد كل ما قدموه وقف صرف رواتبهم »لم يصرفوا مرتب شهر ابريل حتي الان« كما تم تسوية حالات 97 فقط من اجمالي 443 عاملا، الامر الذي يعد انتهاكا واضحا للاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية وزيرة القوي العاملة، وحين لجأ العاملون إلي احدي وسائل الاحتجاج القانونية بتنظيم وقفة احتجاجية امام السفارة القطرية، رفض السفير استلام مذكرة تتضمن مطالب المحتجين. وحين استشعر الاستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين ان ازمة محرري اسلام اون لاين اكبر من مجرد كونها قضية عمالية، وجه خطابا إلي السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية سعيا لحل الازمة، وقد »استعوض« المحررون عن حقهم في موقعهم الذي بنوه باظافرهم ولايريدون الان الا ان يحصلوا علي حقوقهم الشرعية والقانونية. الامر يحتاج إلي تدخل لايقتصر فقط علي وزارة القوي العاملة بل الحكومة كلها والدولة المصرية فقد ظل هؤلاء المحررون علي مدي أكثر من 01 أعوام يحاربون التطرف بكل اشكاله والوانه ويقدمون طرحا مستنيرا يقارع الحجة بالحجة ويجادل بالتي هي احسن، فكيف لايكون جزاؤهم أحسن؟