عرفت الفنان أحمد حلمي في افتتاح معرض الفنان فاروق حسني. وتحادثنا تليفونياً مرتين. كانتا تدوران حول حفيدتي أمينة مصطفي فاروق المعجبة بأحمد حلمي كفنان. وهي التي أخذتني معها لكي أشاهد فيلمه الجديد: إكس لارج. ولم أستطع أن أقول لها إنني لا أحب مشاهدة الأفلام وسط زحام وضوضاء وضجة جماهير العيد. فكلماتها بالنسبة لي أوامر. كانت القاعة الكبيرة في سينما ستارز بمدينة نصر مليئة عن آخرها. سمعت تعليقات الحضور ومعظمهم كانوا من العائلات إنهم يحبون سينما أحمد حلمي لنظافة أفلامه ولأنها كوميدية ويحسن اختيار موضوعاتها ويشتغل عليها بعناية. كتب القصة والحوار أيمن بهجت قمر. وربما كان طفلاً صغيراً عندما زرت والده في بيته القريب من ميدان الدقي مع الصديقة العزيزة الغالية: معالي زايد. وأخرجه شريف عرفة. وما زلت أذكر زيارتي له في مكتبه المتفرع من شارع جامعة الدول العربية من أجل مشروع فني خاص بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة لم يخرج للوجود. ولعبت البطولة أمامه دنيا سمير غانم ابنة صديقتي الفنانة دلال عبد العزيز. والفنان إبراهيم نصر الذي يحدثني كلما رآني عن آخر ما قرأه لي. بطل إكس لارج شاب اسمه مجدي يلعب دوره أحمد حلمي. رسام كاريكاتير. وإن كان لا يمارسه إلا في أواخر الفيلم. قريب من ثلاث صديقات. يهمسن له بأسرارهن. لأن الشاب احتفظ بمسافة بينه وبينهن. مجدي وحيد لا نري له أخاً ولا أباً ولا أماً. نسمع عن ابن عم له وإبراهيم نصر "عزمي" خاله الذي يرعاه ويتردد عليه. وعزمي يدرك أزمة مجدي ووحدته التي لا يفعل في مواجهتها سوي تناول الطعام. في حين أن عزمي نفسه بدون أسرة - ويبدو أن السبب في غياب العائلتين توفير أجور ممثلين يمكن أن يلعبوا هذه الأدوار-. وعزمي لا يفعل سوي تناول الطعام وإلقاء كلمات التأبين لأصدقائه وزملاء عمله الذين يموتون واحداً وراء الآخر. ولأنه تجمعه بابن أخته حالة البدانة يتكلمان عن العباقرة من البدناء. يذكران صلاح جاهين وكامل الشناوي. ولا أدري لماذا لم يذكر أيمن والده بهجت قمر. فهو يكمل ثلاثي البدناء العباقرة خفيفي الظل. عن طريق الفيس بوك يلتقي مجدي بصديقة الطفولة دينا. لعبت دورها بمهارة وإتقان دنيا سمير غانم. ودينا تعيش في إحدي دول الخليج. أيضاً دينا بدون أسرة ولا أهل. تطلب من مجدي أن يرسل لها صورة حديثة. فيتهرب أكثر من مرة حتي لا تري حجمه. ثم تفاجئه بأنها في الطريق إلي القاهرة لاستكمال رسالة ماجستير تعدها. يذهب إلي المطار لاستقبالها. وعندما يفاجأ بأنها فتاة في غاية الجمال والأنوثة يخشي إن رأته أن تنصرف عنه وترفضه. فيكتب علي اللافتة كلمة أنا مش قبل اسمه الذي كان كتبه لتتعرف عليه. ويقدم نفسه لها باعتباره عادل ابن عم مجدي. ويقول لها إن مجدي سافر فجأة في رحلة قد تطول. يقدم عادل لدينا كل الخدمات التي تطلبها. يصبح قريباً منها. يذهب معها كل المشاوير التي تريد القيام بها. بما في ذلك حضور عزاء قريب لها ودفنه في الشرقية. سمعت ضحكات من حولي أكثر من مرة. سواء علي هذا الشاب البدين أو المجتمع الذي يحيط به. لكن الشاب يضيق ببدانته ويفكر في التخلص منها ليصل لمرحلة أن تعرف الفتاة التي أحبها. أنه مجدي وليس عادل لكي لا ترفضه. علي مدي عام كامل يتمكن من أن يتخلص من بدانته. ويحل له صديقه رجل الأعمال الغني. قام بدوره خالد سمير سرحان. مشكلة إصدار مجلة مستقلة للكاريكاتير. وفي الاحتفال الخاص بتدشين العدد الأول من المجلة. يظهر لنا أحمد حلمي لأول مرة بحجمه وشكله الطبيعيين. وتكتشفه الفتاة التي أحبها ونصل للنهاية السعيدة التي يتصور صناع السينما في مصر أنها شرط أساسي لإقبال الجمهور علي الفيلم. من المؤكد أن نقاد السينما المتخصصين سيبحثون عن الأفلام الأوروبية والأمريكية المتشابهة مع هذا الفيلم. ويواجهون أحمد حلمي بما يواجهونه بذلك. ألا وهو فكرة الاقتباس والتمصير للأفلام الناجحة في الغرب. ولكني كنت قد سمعت من محمد خان أن لديه مشروعاً سينمائياً تعثر ولم يخرج للوجود. ربما كان عنوانه: نسمة في مهب الريح. علي وزن عنوان رواية: سلوي في مهب الريح لمحمود تيمور. وأن بطلته بدينة أكثر من اللازم وتتعرض لمشاكل كثيرة بسبب البدانة وتنجح في التخلص منها. وأنه كان قد اتفق مع الفنانة ليلي علوي أن تلعب هذا الدور. ووافقت وتحمست ورحبت. ثم تعثر المشروع. لا أعرف ما العلاقة بين الأمرين. لكني سعيد بفيلم أحمد حلمي لأن فيه الحد المعقول من السينما في زمن من النادر أن نشاهد فيه أفلاماً نظيفة. فقط كنت أتمني لو أن المونتير قام بدوره أكثر. ففي الفيلم تطويل وحوارات كثيرة. ربما لا مبرر لها. وربما كانت هذه مسئولية المخرج قبل المونتير. أيضاً فإن الماكيير الذي جعل من أحمد حلمي السفروت رجلاً بديناً بهذا الشكل قد قام بعمل أكثر من مهم. وكنت أتمني إبراز اسمه باعتباره بطلاً حقيقياً من أبطال الفيلم المجهولين. رغم أنه جانبه التوفيق عند العمل علي وجه أحمد حلمي. فكان هناك خط شديد الوضوح يقول: هنا ينتهي أحمد لكي يبدأ مجدي أقصد البطل الذي جسده في الفيلم.