أثبت المهاجمان دييجو فورلان وسيرجيو اجويرو أنهما ثنائي مميز في نهائي كأس الأندية الاوروبية لكرة القدم أول أمس الأربعاء بعد أن قادا فريقهما اتليتيكو مدريد للفوز 2/1 علي فولهام وإحراز لقبه الأول في المسابقات الاوروبية في 38 عاما. وسجل فورلان مهاجم اوروجواي هدفي اتليتيكو وجاء الثاني قبل أربع دقائق من نهاية الوقت الإضافي في مباراة عاشت الإثارة من اللحظة الأولي بعدما تلقي في المرتين تمريرتين حاسمتين من زميله الارجنتيني. وأظهر فولهام قوة الشخصية التي قادت الفريق الانجليزي لبلوغ مباراة نهائية في اوروبا للمرة الأولي واقترب من ركلات الترجيح التي كان يمكن أن تمنحه اللقب في الموسم الأول للبطولة منذ تغيير اسمها من كأس الاتحاد الاوروبي. لكن الرحلة الملحمية التي بدأت في يوليو تموز الماضي وامتدت في 19 مباراة انتهت بطريقة مؤثرة. وعوض فولهام تأخره بهدف فورلان الأول في الدقيقة 32 بهدف رائع من تسديدة مباشرة لسايمون ايفانز بعدها بخمس دقائق وكان ندا لمنافسه القوي حتي نجح فورلان في تسجيل الهدف الثاني. وقال روي هودسون مدرب فولهام للصحفيين "لسوء الحظ انبري دييجو فورلان ليسجل هدفا لا يسجله إلا هداف مميز في الشوط الأول ثم فعل نفس الشيء في النهاية وبعدها لم يكن هناك وقت للتعويض. إنها خيبة أمل مريرة." وخيبة الأمل هذه أمر معتاد لهودسون الذي ذاق أيضا مرارة الهزيمة في نهائي كأس الاتحاد الاوروبي قبل 13 عاما حين كان مدربا لانترناسيونالي الايطالي بالخسارة بركلات الترجيح أمام شالكه الالماني. وبالنسبة لاتليتيكو كانت ليلة رائعة أخري في المانيا وهي التي شهدت النجاح الاوروبي الوحيد قبل ذلك للفريق الاسباني بتغلبه علي فيورنتينا الايطالي في مباراة إعادة بشتوتجارت في 1962. كما جلب هذا الانتصار للنادي أول لقب كبير من أي نوع منذ فوزه بثنائية الدوري والكأس في اسبانيا في 1996 وقبل خوضه نهائي كأس ملك اسبانيا. وقال كيكي سانشيز فلوريس مدرب اتليتيكو "قلت للاعبين أن يتحلوا بالشجاعة وألا يتكاسلوا. قلت إنهم يجب أن يفخروا ويجب أن يتذكروا كيف داعبتهم أحلام الفوز بالكأس وأن يخوضوا المباراة ويحققوا الفوز." واحتاج فولهام النادي المتواضع من العاصمة لندن والذي لم تكن لديه خبرة في المسابقات الاوروبية قبل هذا الموسم لوقت للتأقلم أمام 49 ألف متفرج رغم الثقة التي اكتسبها الفريق من تفوقه علي فرق كبيرة مثل يوفنتوس وهامبورج في الأدوار السابقة من البطولة. وبدا دائما أن أجويرو يشكل متاعب للفريق الانجليزي بفضل قدرته علي الاحتفاظ بالكرة والانطلاق في المساحات الخالية في منطقة جزاء فولهام. وتأرجحت الكرة كثيرا بين اللاعبين قبل أن يصنع أجويرو هدف السبق ومن الإنصاف القول إنه حمل بعض التوفيق. وسيطر أجويرو علي الكرة علي حافة منطقة الجزاء وبدا أن تسديدته طاشت أمام المرمي لتصل إلي فورلان فيسكنها الشباك. وبعد هدف التعادل الذي سجله ديفيز التزم كل فريق الحذر بصورة أكبر. وكان فولهام الأفضل في الجزء الأول من الشوط الثاني لكنه لم يهدد مرمي ديفيد دي جيا حارس اتليتيكو البالغ من العمر 19 عاما إلا نادرا. وعادت الأمطار لتهطل مع نهاية الشوط الثاني وبقي اجويرو اللاعب القادر علي صنع شيء من لا شيء وتحقق هذا بالفعل. وفي الوقت الإضافي ركض اجويرو وراء كرة ضالة وراوغ رقيبه ومررها عرضية إلي فورلان الذي حولها في الشباك بطريقة رائعة. وسقط لاعبو فولهام علي الأرض ووجدوا صعوبة في النهوض ولعب بعض الكرات علي مرمي اتليتيكو. وقال هودسون "حتي لو كانت لدينا القدرة علي التعويض فإن الوقت لم يكن ليسمح بذلك."