صانع الفرحة المصرية.. لقب يحبه ويعتز به كثيراً المعلم حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم .. والذي نجح علي مدار 6 سنوات هي عمر ولايته لمنتخب مصر في أن يسطر لنفسه وبلاده مجدا جديدا أشبه بإعجاز.. قاد شحاته الذي استحق لقب معلم التدريب في القارة المنتخب إلي العديد من الإنجازات وحصد عن جدارة واستحقاق آخر ثلاثة نسخ لبطولة الأمم الأفريقية في القاهرة 2006 و2008 في غانا و2010 في أنجولا.. وعزز ذلك بإعجاز غير مسبوق بحصول مصر علي التصنيف رقم عشرة في الفيفا لينضم المنتخب الي قائمة العظماء وهو انجاز يفوق انجاز السنوات الست السمان .. وأعاد كتابة التاريخ من جديد علي مسرح الأحداث وبات ظاهرة تستحق الدراسة والبحث والتأمل.. ولن ينسي له التاريخ أيضا ما فعله مع عمالقة العالم أبرزها البرازيل وايطاليا في كأس العالم للقارات السابقة في جنوب أفريقيا.. المعلم حسن شحاته الذي ظل حتي وصل عمره 58 سنة بكل تاريخه في الملاعب والتدريب لا يشعر به مواطن مصري أنصفته الأقدار جملة وأعطته ما كان يستحقه منذ زمن بعيد في 6 سنوات فقط.. ومثلما يحتاج المعلم حسن شحاته الي معلقات في المدح وتوصيف وتجسيد ما صنعه مع الفراعنة من أمجاد يحتاج الي معلقات مثلها في ارادته الحديدية وعزيمته الفولاذية لأنه استطاع أن يصمد ضد تيار الحاقدين والكارهين و يرد علي مهاجميه ومنتقديه.. وبعد أن نفض الفارس والبطل عن كاهله غبار المعترك الأفريقي وجلس في استراحة محارب اقتربت منه (الأخبار ) لمحاورته ومعرفة الحقائق وأسرار الوصول الي القمة والحفاظ عليها ثلاث مرات وفتح المعلم لنا قلبه وتحدث بجرأة في الحوار التالي: ماذا يفعل صانع فرحة 08 مليون مصري في الوقت الحالي؟ - »ابتسم ببراءة« اتابع الدوري المصري، والمحترفين في الدوريات الخارجية وأرتب مع الجهاز المعاون للمرحلة القادمة. وماذا عن المرحلة القادمة؟ - لدينا ارتباطات ودية أقربها مباراة الكويت الودية وحتي الآن لم نتفق علي لقاءات أخري. ندخل في محور حديثنا وهو ما سر النجاح الذي وصل معك لما يمكن وصفه بالاعجاز؟ - أشياء وعوامل وأسباب كثيرة وراء النجاح أبرزها وأهمها الجماعية والتعاون والتشاور.. سواء بين اللاعبين أو مع الجهاز المعاون.. والجماعية التي نسير ونعمل بها ونجعلها شعارنا منذ أن توليت مهمة المدير الفني للمنتخب جاءت بالتدريج وكانت مراحل. الذكريات جزء لا يتجزأ من حياة البشر منها الجميل والسيئ نريد أن تحدثنا عن ذكرياتك مع البطولات الافريقية الثلاث التي احرزتها مصر تحت قيادتك؟! - في البداية لابد أن أوضح ان البطولات الثلاثة لها مكانة كبيرة ولكل بطولة حكاية ورواية. الاختبار الصعب بطولة الأمم الافريقية بالقاهرة 6002 كانت الاختبار الأصعب لي ولجهازي المعاون لأسباب كثيرة منها أنها أول مهمة رسمية للجهاز الفني و المنتخب علي أرضه ووسط جمهوره في ظل وجود مساحة صغيرة جدا من الثقة مع المسئولين وصلت إلي مرحلة الانعدام عندما توجه بعضهم للتفاوض مع البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق للأهلي لتولي مسئولية المنتخب لعدم ثقتهم فينا كجهاز فني وطني وهو ما أحزننا واصابنا بالدهشة إلي جانب الأجواء المتوترة والمشحونة والانتقادات القاسية والعنيفة التي وجهت إلينا ومحاولة الوقيعة والفتنة بين الجهاز الفني تارة وبين اللاعبين تارة أخري وعندما كشفنا هذه الفتنة لجأوا لحيلة أخري وهي محاولة وضع المنتخب في شارع الضباب بالحديث عن الأهلي والزمالك في اختيارات الجهاز الفني بالبلدي حاولوا »يخلوا الموضوع« أهلي وزمالك. وماذا عن بطولة أفريقيا في غانا 8002؟ - أجاب بسرعة: أحلي أداء ونتائج حققناها في هذه البطولة التي كانت خارج التوقعات فقد هزمنا كبار وعمالقة الكرة في أفريقيا وهو ما لم يكن يتوقعه أحد علي الاطلاق لدرجة اننا غادرنا القاهرة متوجهين إلي غانا والبعثة محجوز لها مرتين.. مرة بعد الدور الأول.. ومرة أخري بعد الدور قبل النهائي.. والحمد لله نجحنا من خلال التحدي غير المعلن بين منظومة العمل في الوصول إلي ما تطلعنا له وتمنيناه دون أن يكون معنا عصا سحرية وجاءت انتصاراتنا مستحقة واحتكرنا غالبية الألقاب الفردية، أحسن حارس وأحسن لاعب والهداف. وبالنسبة لبطولة أفريقيا بأنجولا 0102؟ - كان لها مذاق خاص فقد جاءت بعد انكسار وهو عدم التأهل لكأس العالم 0102 وفي اعقاب أحداث أم درمان، وهي تعتبر بالنسبة لنا وللشعب المصري بأكمله بطولة رد الاعتبار والكرامة ورد علي المشككين الذين حاولوا الصيد في الماء العكر ورددوا بأن ما حدث معنا في 6002 و8002 كان مجرد ضربة حظ وصدمة ووسط كل هذا تشارك وتهزم الجزائر برباعية تاريخية تحاكي بها العالم ثم تتوج بطلا لافريقيا وللمرة الثالثة علي التوالي في انجاز تاريخي لتصبح الفرحة متعددة. الكثير قال أن الفوز الساحق علي الجزائر كان يكفي حتي ولو لم تفز مصر باللقب.. ما رأيك؟ - هذا الكلام رفضته مبكرا وبمجرد ما سمعته قلت للاعبين بالحرف الواحد لو خسرنا البطولة دي هنرجع يضربونا »بالشباشب« في مصر وطالبتهم بضرورة التركيز للعودة بهذه البطولة الغالية. هل توقعت كل ما تحقق من انجازات؟ - لم أتوقع لكنني تمنيتها وسعيت لها وعملت لها أنا وزملائي في الجهاز المعاون للمنتخب. وماذا عن أمنياتك المتبقية؟ - بصراحة المشاركة في كأس العالم هو الحلم الذي تمنيته لاعبا ومدربا ولكنه لم يتحقق حتي الآن.. فكل شئ حققناه منذ ولايتنا للمنتخب بالحصول علي البطولات الافريقية التي شاركنا فيها والصعود لكأس العالم للقارات والفوز في جميع مبارياتنا الرسمية باستثناء اربع مباريات فقط منها مباراتي الجزائر في الجزائر والسودان وساحل العاج ومالاوي.. تخيل لم نخسر سوي أربع مباريات رسمية في 6 سنوات ونتعرض لكل هذا النقد والتجريح!! ألم يعوضك كأس القارات عن كأس العالم؟ - القارات صورة مصغرة من كأس العالم المعترك الدولي الأكبر والذي تشعر فيه باشياء لا تحدث الا في المونديال وأنا قلت للاعبين كأس العالم حاجة تانية خالص. ومتي نتأهل لكأس العالم؟ - عندما يشاء الله. وماهي توابع الخروج من المونديال لك علي المستوي الشخصي؟! - بداية بكيت بحرقة ولم اتمالك نفسي عقب الخروج وأنا مع اللاعبين والجهاز الفني وتواصل بكاؤنا في حضور علاء وجمال مبارك اللذين حرصا علي التواجد مع المنتخب رغم كل الصعوبات والذي لا يعلمه أحد ان حالة البكاء لم تفارقني علي مدار أسبوعين عقب الخروج من المونديال وكانت تزداد بقوة كلما سمعت بالصدفة أغنية وطنية لأنني كنت حريص علي أن أعزل نفسي عن كل شئ له صلة بالكرة خلال هذه الفترة. كنت لاعبا نموذجيا وأصبحت مدربا أسطورة لكن القدر لم ينصفك إلا في السنوات الست الأخيرة ما رأيك؟ - أنا مؤمن بحكمة أنه لا يصح إلا الصحيح، والحمد لله لا احب ان اتعجل الخطوات ولا أجيد التخطيط لنفسي ربما لم احظ بما كنت اتطلع إليه وأنا لاعب لكنني كنت راضيا عن نفسي. هل هذا وحده يكفي لتحقيق المعادلة الصعبة؟ - لا.. فأنا لا أقول صعبة أو سهلة لكني اتعامل مع كل شئ علي حدة وفي وقته واقدم له كل مقومات النجاح وأترك التوفيق لله وحده. نريد معرفة حقيقة التجديد التي دارت مفاوضاتها قبل الذهاب لكأس الأمم بانجولا والملابسات التي دارت في هذا الشأن؟ - عقد الجهاز الفني للمنتخب كان ينتهي مع التصفيات المؤهلة لكأس العالم ولما حدث ما حدث في مباراة الجزائر بدأنا نقرأ في الصحف أنه سيتم التجديد لنا شهرين وعندما كثر الحديث في هذا الشأن فاتحت الكابتن سمير زاهر المشرف العام علي المنتخب فقال لي أنه لا يصح أن نتعاقد مع جهاز فني لمدة شهرين أي خلال كأس الأمم الافريقية »فقلنا له في الوقت نفسه نحن لا نقبل كجهاز فني محترم ان يتم التجديد لنا شهرين وبالفعل تفهم الكابتن سمير زاهر وجهة نظرنا خاصة انه لم يكن في نيتنا البقاء إذا اخفقنا في المونديال الأفريقي وبناء علي ذلك جاء التجديد الذي زاد من ثقة اللاعبين فينا وكان من ضمن العوامل المؤثرة التي قادتنا للتألق في أنجولا. وهل شعرت خلال حديثك مع زاهر أن ثقته في الجهاز الفني اهتزت؟ - اطلاقا والكابتن سمير كان دائما مساندا لنا و أحد أبرز عوامل النجاح لما هيأه لنا من أجواء مثالية للنجاح. وبمناسبة الحديث عن الجهاز الفني بالكامل من ترشحه من بعدك لقيادة المنتخب الوطني؟! - الاكفاء كثيرون من الجهاز الفني المعاون علي رأسهم الكابتن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب والذي عاش وتعايش معنا النجاحات والانجازات والكابتن حمادة صدقي المدرب والكابتن احمد سليمان مدرب حراس المرمي. تقصد خليفتك شوقي غريب؟ - نعم شوقي وحمادة وسليمان. وما رأيك في المدربين الوطنيين الصاعدين أمثال حسام البدري وحسام حسن؟ - ظاهرة طيبة ورائعة ومبشرة وحاجة تفرح وأنا لست ضد المدرب الأجنبي لكن بشرط ان نتعلم منه. وماذا عن التفاؤل والتشاؤم في حياتك وطقوسك الخاصة قبل المناسبات الكبري؟ - تقصد المشايخ والسحر والشعوذة وأنا بستعين بشيخ زي ما بيقولوا. لأ طبعا.. أنا اقصد التفاؤل والتشاؤم بمعني الكلمة. - كنت وأنا لاعب معتقد في قصة التفاؤل والتشاؤم لدرجة أنني اصبحت مريضا بسببها لكني الحمد لله تخلصت منها منذ زمن بعيد وكنت اتعمد أن اذهب للاشياء التي كانت تترك بداخلي انطباعا تشاؤميا إلي أن نجحت في التخلص منها وبعدين انا أحب الصلاة وقراءة القرآن ومعنديش شيوخ ولما أنفرد بنفسي فيه حاجات بأعملها مش لازم الناس تعرفها. وما هي هوياتك المفضلة غير لعبة الطاولة؟ - أنا لاعب بلياردو جامد أوي. بتحب السياسة؟ - أقرأ السياسة جيدا لكنني لا أحب الكلام فيها. اشياء لن تنساها؟ - كلمات الرئيس مبارك لنا عقب اخفاقنا في التأهل للمونديال والتي اعتبرها السبب الحقيقي الذي اعطي هذا الجيل قبلة الحياة والانطلاق من جديد نحو تحقيق الانتصارات والبطولات. هتاف جماهير تحب ان تسمعه باستمرار؟ - يوم اعتزالي عندما هتف لي جمهور الزمالك الذي له مكانة كبيرة في قلبي »حسن شحاتة يا حبيبنا وحياة كريم ماتسبنا«. اتحب الزمالك إلي هذه الدرجة؟ - أيوه أنا زملكاوي من بتوع زمان بزعل جدا لما يخسر الزمالك واتابع لقاءات القمة زي الجمهور المجنون كورة. وماذا عن برنامجك الفضائي؟ - أنا فيه مجرد ضيف أروي الكواليس ولست مقدما للبرنامج. سؤال آخر.. متي يعود ميدو للمنتخب؟ - عندما يكون مؤهلا لذلك شأن كل زملائه ولا فرق بينه وبينهم كلهم أولادي.