ارتبكت الخطط والجداول الزمنية التي أعلنها طاقم ترامب للسلام بقيادة كوشنر والمبعوث الخاص جرينبلات لإطلاق ما سموه بصفقة القرن، وذلك بعد أن أخفق نتانياهو في تشكيل حكومته وجر إسرائيل إلي اعادة الانتخابات في السابع عشر من سبتمبر القادم. لذلك يواجه طاقم ترامب للسلام قرارا صعبا واختبارا كبيرا للمصداقية. فقد تعرضت الخطة لعدد من التأجيلات التي خصمت من منسوب الثقة الممنوحة لهم ففي سبتمبر الماضي وخلال خطاب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة صرح الرئيس ترامب ان خطة السلام سوف تعلن في فبراير 2019 علي اقصي تقدير. لكن حين قام نتانياهو بحل ائتلافه الحاكم في ديسمبر الماضي وقاد اسرائيل إلي انتخابات التاسع من ابريل فضّل البيت الأبيض اختيار التوقيت المناسب لنتانياهو علي التوقيت المناسب لترامب وقام بتأجيل الإفصاح عن الصفقة. ولم تتوقف معونات ترامب الانتخابية حتي يوم الاقتراع، وفي الأسبوع الماضي قام بتدخل سافر في الشئون الداخلية الإسرائيلية حين غرد علي حسابه متمنيا رؤية نتانياهو وقد تغلب علي الأزمة الائتلافية وتمكن من تشكيل الحكومة. ثم وعد ترامب بالكشف عن الجزء الاقتصادي من خطته في شهر يونيو عبر ما سماه ورشة المنامة للاستثمار الاقتصادي وبنشر قسمها السياسي في وقت لاحق. الآن تأتي زيارة طاقم كوشنر وجرينبلات للترويج لورشة البحرين في أسوأ التوقيتات لإسرائيل وهي تستعد للانتخابات القادمة. صحيح ان الزيارة كانت معدة سلفا لكن بعد حل الكنيست وتوجه اسرائيل لإعادة الانتخابات نشأت علامة استفهام كبري حول إمكان تنفيذ التعهدات الأمريكية. بل وعمن يأبه اليوم لنتائج ورشة الخليج. ومع أن احد المسئولين بالخارجية الأمريكية أكد الأربعاء الماضي ان مؤتمر البحرين سينعقد في موعده المقرر يومي 25-26 يونيو بصرف النظر عن التطورات الواقعة في اسرائيل. وأن الشق السياسي سيعلن في الوقت المناسب! إلا أن أحداً لا يمتلك أي اجابة عما اذا كان الانعقاد يعني اعلان الجزء الاقتصادي بالفعل؟ وماذا عن الشق السياسي؟. فالانطباع السائد بين المراقبين هو ان اخفاق نتانياهو قد أطاح بخطة ترامب لدرجة أن دان شاپيرو السفير الامريكي السابق لدي اسرائيل تنبأ بأن الخطة قد لا تري النور أبدا وكان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين هو اول من أطلق عليها صفقة القرن القادم تعقيباً علي فشل نتانياهو في تشكيل الائتلاف الحاكم. من الناحية النظرية بإمكان كوشنر وجرينبلات التمسك بالجدول الموضوع ويقرران انهما قاما بكل ما في وسعهما لمساعدة نتانياهو وانهما لن يؤجلا إعلان خطة السلام أكثر من ذلك بعد اخفاقه في تشكيل الحكومة لمجرد التواؤم مع توقيته السياسي. لكن الحقيقة المؤلمة التي أسفرت عنها الأيام الماضية هي ان ليبرمان هو الذي يتحكم في توقيتات نتانياهو، فهل سيسمح طاقم السلام الأمريكي لليبرمان زعيم ذلك الحزب الصغير ذي المقاعد الخمسة بأن يملي عليهم مواقيتهم، فيؤجلا اعلان الصفقة ويغامرا بفقدان الزخم قبيل مؤتمر البحرين وبفقدان مصداقيتهم علي المدي الطويل؟ الساعات القليلة القادمة قد تجيب عن هذا السؤال.