.. بدأت استشعر أن قانون العزل السياسي ماهو إلا وهم وليس بحقيقة، فالحكومة خرجت علينا أكثر من مرة وهي تعلن عن صدور هذا القانون لدرجة ان المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة صرح منذ اكثر من شهرين. أن قائمة بأسماء من سيشملهم العزل سوف تعلن بعد ساعات. ومضت الساعات .. ومضت الشهور ولم تخرج القائمة التي أعلن عنها المستشار الاعلامي .. وهذا يؤكد أن هناك خلافا حول اصداره .. ربما لأن الاطراف التي تسعي لاصدار هذا القانون قد طالبت بتطبيقه علي كل من كان يحمل عضوية الحزب الوطني المنحل وبالتالي سوف تشمل جميع القيادات التي لازالت تترأس الآن مواقع هامة في مؤسسات الدولة ، معني هذا أن قانون العزل السياسي سوف يطيح بهذه الرموز وسوف ينسف معه الأخضر واليابس .. وسوف تتأثر المواقع القيادية وتحدث الفوضي الادارية التي نحن في غني عنها .. وإذا كانت رؤية فريق آخر أن القانون بهذا الشكل ستكون ثماره مؤلمة للجميع ، وإذا كانوا قد أرجأوا صدوره لحين إعادة دراسته فهم علي حق .. - أنا شخصيا مع القانون الذي لايظلم ، لأنه ليس بالضرورة أن يكون كل من كان عضوا في الحزب الحاكم المنحل كان فاسدا .. المهم لابد ان يكون هناك تعريف بالفاسد قبل ان توزع الاتهامات علي أبرياء كانوا يحملون العضوية وانتماءهم للوطن في عروقهم .. إذن علي المؤيدين لقانون العزل السياسي أن يخرجوا علينا بتعريف عن من هو الفاسد .. ولايمنع أن نطرح هذا التعريف للاستفتاء عليه لتأييده شعبيا .. علي الاقل يكون العزل بإرادة شعبية ويكون متفقا مع العدالة وليس مع أي ميول عدائية حتي لاتكون هناك فرصة لتصفية الحسابات بين المواطنين وساعتها نفتح ابوابا للابتزاز .. المهم أن يتم تطبيق قانون العزل بمعرفة القضاء علي اعتبار أنه حصن العدالة وللشخص المضار الحق في الطعن وتقديم أدلة البراءة .. .. السؤال الآن .. إذا كانت الحكومة فعلا جادة في مثل هذا القانون لاداعي لطلقات الصوت التي نطلقها علي صفحات الصحف من وقت لآخر .. فالجديد هو الاعلان عن الصيغة النهائية للقانون والتي سوف يؤخذ فيها رأي الشارع المصري .. لأن رأي الشارع المصري أهم من رأي الاحزاب السياسية والذي سيكون مؤيدا لجميع مواد القانون علي اعتبار أن هذه الاحزاب تعرضت للبطش السياسي أيام حكم الحزب الواحد الذي كان يتعالي علي أحزاب المعارضة وكثيرا ما كان يطنشها ، ولذلك الاستئناس برأي الشارع المصري هو استكمال للعدالة والاستماع لرأي العقل بلا حساسيات.. أرجو ألا يفهمني أحد بالغلط علي أنني من المعارضين لقانون العزل .. فأنا مع هذا القانون لمن افسدوا الحياة السياسية في مصر وزوروا إرادة الناخبين في جميع الانتخابات التي تمت في عصر النظام السابق .. لكن هناك فرق بين " الفطاحل " او جهابذة الحزب الوطني المنحل الذين كانوا يفرضون سطوتهم علي الارادة الشعبية وهؤلاء يستحقون العزل نهائيا وليس العزل المؤقت لأنهم فعلا زيفوا التاريخ وكانوا سببا في إفساد الحياة السياسية .. أما الابرياء الذين حملوا العضوية من باب الوجاهة الاجتماعية او علي أنها جواز مرور لانهاء مصالحهم فهؤلاء في رأيي عدم المساس بهم حتي نضمن تصديهم لمن افسدوا علينا حياتنا السياسية بأموالهم التي نهبوها من قوت الشعب.. - لذلك اقول .. لا تتأخروا في حساب الرموز التي ضللت الشارع المصري وأفسدت الحياة السياسية ، وعاملوا الذين غرر بهم معاملة الاصدقاء .. مدوا أيديكم لهم واتركوا كل من وصفتموهم " بالفلول " فليس كل من كان يعمل مع النظام السابق من فلول النظام.. الذي أعرفه ان الفلول هم رموز النظام والذين لم يتجاوبوا مع ثورة 25 يناير وكانوا حتي لآخر لحظة يعيشون علي امل نجاح النظام في إجهاض هذه الثورة .. مع أن اقتحام الجماهير وخروجها الي الشارع هو الذي أفسد خطة النظام وساعد علي إسقاط النظام.. .. الذي لازلت أعتب عليه هو مصادرة الرأي الآخر وتصنيف كل من اختلف في تأييد الثورة باتهامه بالخيانة مع أن الثورة جاءت وهي تحمل شعار حرية وعدالة اجتماعية لم تصادر رأيا ولم تتهم أحدا بالخيانة بل كان ذو صاحب رأي حر في رأيه .. المهم ألا تكون هناك تخطيطات مضادة لمحاربة الثورة .. وكلمة حق أن ثورة شبابنا وجدت تأييدا ولم تكن هناك فلول معارضة كالتي نراها في اليمن أو في سوريا .. لأن الاغلبية العظمي للشعب كانت من أنصار التغيير لابطال مفعول فتيل التوريث .. وإذا اختلفت الاراء في الاسلوب فلم تختلف علي قيام هذه الثورة واسقاط النظام .. .. وهنا أطالب الاحزاب الجديدة باستعمال الحرفية في عرض برامجها لاكتساب مؤيدين لها وأصوات جدد فالشعب المصري متعطش فعلا الي معارضة حقيقية.