بين لافتات »الاتحاد بدل التسخين والكراهية» و»أوربا متنوعة الألوان» ولافتات »أوروبا للاوروبيين فقط» و»الحضارة الاوروبية في خطر».... يشعر المواطن الألماني كغيره من مواطني الاتحاد الأوروبي بأنه محاصر بكم هائل من اعلانات المرشحين لانتخابات البرلمان الأوروبي المقررة التي أجريت اليوم الأحد 26مايو. فاللافتات في كل مكان ووسائل الاعلام تعج ليلا نهارا ببرامج المرشحين، فيدرك الألمان انهم يقفون بين اختيارين، اما استمرار الوضع علي ما هو عليه بمشكلات وتحديات جمة أو اتاحة المجال للاحزاب اليمينية الشعبوية المتطرفة لتلتهم الجزء الأكبر من كعكة البرلمان. فالألمان كغيرهم من مواطني دول الاتحاد الأوروبي ال28 يشعرون بالقلق علي مستقبل اوربا في عالم مليء بالتحديات الجمة والخطيرة، ومعظمهم بدأ يرفض سياسات الأحزاب المحافظة الحالية التيأضرت بالبلاد واقتصادها بجلب اللاجئين، وفي نفس الوقت يخشون من تصاعد اليمين ودفع دائرة التعصب والكراهية للإمام. وبرغم تغير التوقعات في الساعات القليلة الماضية بعد ان كان متوقعا فوزا أكبر للاحزاب المتطرفة،الا أن الخطر لا يزال يحيط بأوروبا وخاصة بعد خروج بريطانيا وأزمة اللاجئين والازمات الاقتصادية وغيرها. فقد تأثرت الأحزاب الشعبوية الالمانية بالفضيحة المدوية في النمسا بعد استقالة هاينز كريستيان زعيم اليمين ونائب المستشار النمساوي من منصبه بعد تسريب شريط يوضح استعداده للتضحية بمصلحة بلاده مقابل الدعم الروسي في الانتخابات. فقبلها كانت التوقعات تشيرإلي احتمال وصول 173 نائب من هذه الأحزاب مقابل 154 في البرلمان الأوروبي الحالي. واكد المحلل فيرنر بازلت بجريدة تاجس الالمانية ان الفضيحة في النمسا ستصل صداها لألمانيا، حيث سينخفض الحماس لحزب البديل من اجل المانيا اليميني المتطرف. لكن في الوقت نفسه هناك حالة من الحيرة الشديدة بعد تسرب تقرير للحكومة الالمانية يفيد بان المانيا سجلت اعلي رقم انفاق علي اللاجئين العام الماضي والدي وصل إلي 23 مليار يورو. التقريرالدي نشرته صحيفة بيلد الالمانية اعطي فرصة كبيرة لحزب البديل من اجل المانيا لسماع صوته بقوة مجددا بعد ان خفت قليلا الايام الماضية، وقالو انه كان من الممكن صرف هده المبالغ الضخمة علي دعم حضانات الاطفال وان الترحيب باللاجئين كان باهظ الثمن علي حساب المواطن الالماني. وحتي المظاهرات لتجمع نبض أوروبا التي نظمت في برلين الايام الماضية كانت قليلة العدد وهو التجمع الدي يرغب في أوروبا موحدة وقوية بعيدة عن الاحزاب اليمينية، ويحاول نبض أوروبا حث المواطنون للدهاب للاقتراع الدي يحدث كل خمس سنوات، خاصة ان المرة الماضية كان الاقبال ضعيفا. فاطلقوا حملة بعنوان »هده المرة سأصوت» لدعم المشاركة بنسبة اكبر مما كانت عليه المرة السابقة والتي وصلت إلي 43 في المائة، خاصة ان التحديات هده المرة هائلة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبعد وصول الاحزاب المتطرفة للحكم في إيطاليا وبولندا والمجر، وتصاعد حزب البديل من اجل المانيا في البرلمان الالماني. ويعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة بعد غدا الثلاثاء 28 مايو، للمناقشة حول التعيينات وتوزيع المناصب بعد ظهور نتائج الانتخابات. واكدت عدد من استطلاعات للرأي ببعض وسائل الاعلام ان معظم الأوروبيين مستعدون لقبول المهاجرين واللاجئين، الا ان علي هؤلاء كما يري المحللون الادلاء باصواتهم لتفويت الفرصة علي الاحزاب المتطرفة التي تريد أغراق أوروبا في بحور الكراهية بعيدا عن قيمها الديمقراطية، وخاصة انهم يعلون من نبرتهم بشعارات مثل »اعيدوا اوربا عظيمة كما كانت» و»اللاجئين خطر علي الحضارة الاوروبية».