منذ وفاة اللواء محمد خليل الديب مدير عام اتحاد الكرة في عام 2005 الذي استمر في منصبه قرابة العشرين عاما والاتحاد المصري لكرة القدم لا يعيش له مدير تنفيذي، فخلال فترة لا تزيد علي السبع سنوات توافد علي هذا المنصب ثلاثة مديرين بصرف النظر عن المسمي الوظيفي، سواء كان سكرتيرا عاما أو مديرا تنفيذيا، فقبل خمس سنوات كان يشغل هذا المنصب الدكتور فاروق عبد الوهاب الذي أمضي فترة قصيرة لم تكن كافية للحكم علي أدائه، ليرحل ويأتي بعده الكابتن صلاح حسني الذي استمر بالمنصب قرابة الاربع سنوات هدد خلالها بالرحيل عدة مرات، لكنه كان يعود بضغوط من بعض المسئولين، لكنه في النهاية رحل كما رحل سابقه، وأخيرا كان الدور علي المهندس إيهاب صالح الذي إستقال من منصبه الاسبوع قبل الماضي دون أن يكشف هو أو يكشف أحد مسئولي المجلس عن الاسباب الحقيقية للرحيل، المهم أنه رحل والسلام.. هذه الحالة التي رآها البعض أشبه بظاهرة تستوجب التوقف والنقاش والتحقيق لمعرفة الاسباب الحقيقية التي تجعل المديرين لا يعمرون بمناصبهم باتحاد الكرة، وهو أمر رآيناه فعلا يستحق البحث والتحري والتفتيش سعيا لايجاد إجابة عن نفس السؤال: لما لا يعيش لاتحاد الكرة »مدير«؟!! في البداية يؤكد اللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة السابق أن أكبر وأخطر مشكلة يمكن أن تعجل برحيل أي موظف هو أن يكون هناك من يتدخل في شئونه بشكل سافر أو زائد عن الحد، وتزيد المشكلة عن الموظفين المبدعين الذين يملكون القدرة علي التفكير والتصرف، فالمفترض ان المدير التنفيذي للاتحاد هو من يرأس العمل الاداري ولا يجوز التدخل في اختصاصاته وصلاحياته ولكن ما يحدث الان داخل الاتحاد العكس وهي اسماء وظائف دون تحديد اختصاصات والمشاكل تقع من تداخل المهام وعدم وضوح الادوار واضاف انه منذ ترك اللواء الديب المنصب لم ينجح احد في ان يكون همزة الوصول وقيامه بواجباته علي النحو الاكمل. ورشح حرب الدهشوري فوزي غانم مدير المكتب الفني للاتحاد لتولي منصب مدير عام الجبلاية نظرا لتميزه في العمل الاداري واصفا اياه بانه" دينمو " الجبلاية وكل من تولي المهمة في الفترات الاخيرة يعمل من خلاله. المصالح الشخصية فيما يؤكد الكابتن أسامة خليل النجم الاسماعيلاوي المعروف والمحلل الفني الحالي بقناة دريم ان عدم وجود الاستقرار في منصب المدير التنفيذي يرجع الي ان الاتحاد يعمل دائما علي اختيار من يدينون له بالولاء لتنفيذ مصالحهم الشخصية ولا يهتم بوضع سياسة واضحة تفيد منظومة كرة القدم فهي ليست من اهم اولياتهم وان كان الحديث عنها للشو الاعلامي بالاضافة الي عدم وضوح الرؤية في تحديد اختصاصات المدير التنفيذي واكبر مثال علي ذلك هو تعيين ايهاب صالح الذي استقال مؤخرا فالاثنان سواء كان الاتحاد او ايهاب صالح كانا يتذاكيان علي بعضهما، لان الاتحاد يعلم جيدا ان ايهاب له مواقف سابقة من قبل لا تتفق مع سياستهم ولكنهم ارادوا ان يستخدموه والغريب تقبله ذلك الوضع والمفاجأة الاكبر التي قد لا تعرفها الجماهير ان ايهاب صالح دخل باجندة خاصة للترويج لملف قناة الجزيرة للاستئثار بالدوري المصري واوهم الاتحاد بقدرته علي تحقيق هذا الهدف حتي ان كان ضد مصالح المواطن المصري الذي يستمتع بمباريات الدوري عن طريق الفضائيات المصرية وحينما ايقن ايهاب بفشله في مهمته الاساسية تحت ستار انه يريد الاصلاح وفوجئ ان مهمته الاساسية قد طوقت وان طرده من الجبلاية اصبح امرا واجب النفاذ استقال. واختتم اسامة خليل تصريحاته مؤكدا انه لا يوجد في اتحاد الكرة مايسمي بمنصب المدير التنفيذي نظرا لسيطرة اعضاء اتحاد الكرة علي كل مقدرات العمل الاداري داخل الجبلاية ولا يمكن ان ينجح اي شخص ما دامت ليس لديه سلطات واختصاصات واضحة.. وخطأ ايهاب صالح اعتقاده انه اذكي من رجال الجبلاية ولكنه نسي انهم اذكي من في المجتمع المصري في الالاعيب. أي مدير تنفيذي سيتولي المهمة سيفشل هكذا بدأ محمود بكر عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة السابق كلامه موضحا ان المدير التنفيذي لن تكون عنده السلطات الواضحة والمهام التي يعمل علي تحقيقها بالاضافة إلي ان الاتحاد من داخله منقسم الي قسمين القسم الاول يتبع لسمير زاهر الذي يحاول ارضاء الجميع ويعمل علي ألا يغضب احدا منه والقسم الثاني منقسم بين باقي اعضاء مجلس الادارة ويعمل علي ارضائهم ولهذه الاسباب سيفشل اي من سيتولي المهمة.. واكمل بكر حديثه متهكما وقال: هذا المنصب يحتاج الي "حاوي" حتي يستطيع التعامل مع الجميع وارضائهم ولايكون صاحب قرارات خاصة ويبتعد عن اختصاصات منصبه كما يجب ان يكون قادرا علي التعامل مع اعضاء الاتحاد ومجلس ادارته بأسلوبهم كما يجب ان يكون حافظا لاصول اللعبة. آخر أيام الاستقرار من جهته أوضح ايهاب صالح اخر مدير تنفيذي للاتحاد انه في أيام قيادة اللواء حرب الدهشوري للجبلاية كانت آخر أيام الاستقرار الاداري وكان لا يوجد تدخل في الاختصاصات وهو ما كان يعود بالنجاح علي النواحي الادارية ولكن منذ عام 2005 بدء التداخل في الاختصاصات من قبل اعضاء مجلس الادارة لان اغلبهم لا يعرف دوره ويتدخل في العمل بشكل مباشر ويعطي تعليمات للموظفين ليست من مهام عمله ومن هنا يحدث التضارب في القرارات والاختصاصات. وارجع استقالته من منصبه كمدير تنفيذي للجبلاية الي التدخل المباشر في اختصاصته وهو ما لم يسمح به مشيرا الي انه لو كان من النوع الذي يقبل التدخل في عمله ما كان ليصدم بأحد مشددا انه كلما كانت شخصية المدير التنفيذي قوية قصرت مدة توليه المهمة خاصة في هذا المناخ. وطالب ايهاب صالح اعضاء مجلس ادارة الجبلاية بقراءة اللوائح وتطبيقها حتي لايحدث تضارب في مهام العمل.