عناد وجمود الأجهزة الرسمية المسئولة والتي يمكن أن تؤثر ممارساتها في مسيرة العلاقات بين الدول خاصة الأشقاء منها تدفع ثمنها الشعوب والمصالح العامة. إن ما يثير الدهشة.. تحول هذا العناد والجمود الذي لا معني له إلي حالة من البلادة وعدم المبالاة. يتجسد هذا عندما لا يهتم أحد ولا يتحرك من أجل العمل علي ايجاد حل للمشاكل غير المبررة رغم ما يلقاه ضحاياها من معاناة ومتاعب. وتزداد الغرابة من هذا التبلد في الشعور إذا ما تعلق محور هذا الخلاف والعناد بتسهيل أداء عباد الله من المسلمين لشعائر الحج لبيت الله وزيارة المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة. حتي الآن وبعد مرور حوالي الشهرين علي المنع المتبادل لطائرات مصر للطيران والخطوط السعودية من نقل الركاب بين القاهرةوالمدينة. ورغم مناشدتنا للقيادتين السياسيتين في البلدين للتدخل من أجل إنهاء هذا الوضع غير الطبيعي انطلاقا من العلاقات الأخوية الحميمية التي تربط البلدين.. مصر والسعودية فإن الموقف مازال علي ما هو عليه والمعاناة تزداد . حول هذه القضية المهمة تلقيت الرسالة التالية التي تنقل بأمانة ما تعرض له مواطن مصري لبي نداء ربه وتوجه إلي السعودية لأداء العمرة: جلال دويدار أود أن أحييكم علي مقالكم في عمود »خواطر« متعلقا بمشكلة السفر بين القاهرةوالمدينة. هذا الأمر هو الذي شجعني لأن اكتب إليكم عن تجربتي مع الخطوط الجوية السعودية في رحلة العمرة التي قمت بها مع نبذة عن أسلوب معاملة الأمن السعودي للمعتمرين المصريين. بداية أريد أن أقول لكم انه قد نما إلي علمنا أن سبب مشكلة رحلات المدينة يعود إلي عدم موافقة سلطات الطيران المصرية لطائرات إحدي شركات الطيران الخاصة السعودية والتي يمتلكها أحد الشخصيات السعودية المهمة بالهبوط في مطار القاهرة، استخدمت هذه الشخصية السعودية نفوذها لدي سلطات الطيران المدني السعودي لإصدار تعليماتها بوقف رحلات مصر للطيران إلي المدينة. أدي هذا القرار إلي تحمل المعتمرين المصريين لإرهاق وعذاب شديدين. أصبحوا مجبرين علي استخدام وسائل النقل البري بين جدةوالمدينة في رحلتين تستغرقان ما يقرب من 01 ساعات في الذهاب والإياب. لم تقتصر هذه المعاناة علي رحلة المدينة بل امتدت أيضا إلي سوء المعاملة في جدة وفقا لتجربتي الخاصة حيث كنت أحد ركاب رحلة الطيران السعودي رقم 4602 يوم 81 مارس. لقد طُلب من ركاب هذه الرحلة وكلهم من المصريين التوجه إلي مدينة الحجاج دونا عن أي جنسية أخري بدلا من مطار جدة. تأخر موعد قيام الطائرة 5 ساعات وظللنا محبوسين في صالة مغلقة بالزجاج وسيئة التهوية دون أن يكون بها كافيتريا أو أي مصدر لمياه الشرب.. لم تكن هناك كراسي كافية للجلوس نظرا لوجود ركاب طائرة أخري كانت متجهة إلي القاهرة أيضا وتم إلغاؤها. عندما اشتكي بعض الركاب خاصة المرضي وكبار السن فوجئنا بتهديدنا بإخراجنا من الصالة وإعادة تفتيشنا مرة أخري. خلال الساعات الخمس التي أمضيناها في مدينة الحجاج لم تقدم لنا شربة مياه أو أي مشروبات أخري. الأدهي من كل هذا هو رفض أصطحاب المرضي لحقائب اليد التي تحتوي علي أدويتهم نظرا لإصرار المسئولين السعوديين علي حجزها مع حقائب الملابس لوضعها داخل مخازن العفش بالطائرة وهو ما أدي إلي تعرض هؤلاء الركاب إلي أزمات مرضية. علاوة علي ذلك وبعد ركوبنا الطائرة والتحليق في اتجاه القاهرة فأن قائدها لم يفكر في الاعتذار عما تعرض له الركاب من معاناة نتيجة التأخير. إذا كان الطيران المدني المصري علي حق في موقفه وفقا للاتفاقات والقوانين ومبدأ المعاملة بالمثل، فما هو ذنب المعتمرين المصريين كي يكونوا عرضة لهذا الشقاء. إنني أرجو من خلال قلمكم توضيح الصورة والتأكيد علي أن ما يحدث لا يليق أبدا وطبيعة العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الشقيقين. جزاك الله كل خير. المستشار مصطفي عبدالحميد تعقيب: لقد نشرت الرسالة مخففة وما جاء بها لا يحتاج لأي تعليق! [email protected]