متي يفيق إعلامنا من غيبوبته ويعود إلي رشده الضائع في هذه الفترة بدلا من سعيه لتحقيق الربح المادي.. فجميعنا ينتظر بفروغ صبر مرور الأيام القليلة ليستمتع بقدوم شهر رمضان الكريم أعاده الله علي الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.. وحتي لا تظهر خريطتنا الإعلامية والدرامية الرمضانية وهي تخلو من العطاء الفكري المبدع نتمني ألا يتحول مسئولو القنوات الفضائية عن تحقيق الأهداف السامية إلي شريك في قضايا التحايل والخداع.. وأقصد هنا ألا تصبح الفضائيات المتعددة مثار عكننة للمشاهدين طوال أيام الشهر الكريم سواء بفعل فواصلها أو إعلاناتها التي دائما ما تفسد علي الجالسين متعة المشاهدة والمتابعة لنوعية مادتها التي أصبحت تثير الغثيان والضيق بما تقدمه داخل نسيج الإعلانات.. وأيضا المادة الفكاهية التي كان يلتف حولها المشاهدون بحثا عن بسمة أو ضحكة وأصبحت مثار سخرية ونرفزة.. ولا ندري ما هو السبب.. هل المشاهدون افتقدوا متعة التذوق ولم يعد لديهم شهية للاستمتاع والمتابعة أم أن السبب يكمن في الرسالة والمادة التي فقدت مضمونها ومغزاها ولم تعد تلقي قبولا لدي المشاهد.. وبالرغم من تضارب الآراء بشأن ذلك ولكنها لا تختلف بشأن ما أحدثته الإعلانات، وفواصل التنويهات التي أصبحت تمثل عامل طرد للمشاهدين وتجعلهم يتنقلون عبر جهاز الريموت كنترول بحثا عن قناة خالية من تلك الفواصل والإعلانات التي تحاصرهم من كل ناحية كل عام بل كل وقت.. وصارت من المقررات التي لا تخلو منها قناة.. ونظرا إلي أنه لا أحد ينكر دور الإعلانات في تنمية الموارد للقنوات الفضائية حتي تتمكن من أداء رسالتها لكن هذا يجب ألا يجور علي حق المنشاهدين في المتابعة والاستمتاع بمائدة الدراما الرمضانية سواء المسلسلات أو البرامج بكل أنواعها لذا لابد قبل انطلاق مدفع الدراما الرمصانية ضرورة البحث عن صيغة توافقية تحقق صالح القناة والمشاهد معا سواء بتحديد فترة زمنية ثابتة قبلا إذاعة برامجها وسهراتها ومسلسلاتها الدرامية بحيث لا يتم القطع عليها.. خاصة أن هذا النظام كان متبعا في التليفزيون قبل ظهور الفضائيات التي مازال شعارها لا يتغير وهو فاصل ونواصل.. ونتمني ألا تصبح قنواتنا الفضائية لعبة مسطحة تخلو من العطاء الفكري المبدع طوال أيام شهر رمضان الكريم.