لعلنا لا نتعدي الواقع، ولا نتجاوز حقيقة الأمور إذا ما قلنا، ان هناك سؤالا يتردد علي كل الألسنة الآن ومنذ فترة ليست بالقصيرة، ويتكرر في كل مناسبة، وفي كل مكان، وأصبح فارضا لنفسه علي الجميع، في مقدمة كل جلسة، تضم عامة الناس وخاصتهم، وفي صدارة كل حوار بين من يهتمون بالشأن العام في مصر، وهم بلا مبالغة، جموع الشعب بكل فئاته وجميع مستوياته. هذا السؤال الذي يبادرنا به كل مواطن علي أرض مصر الآن، هو إلي أين تسير قافلة الوطن؟!،...، أو كما يقول العامة في بساطة »احنا رايحين علي فين؟!«،...، أو »ايه رأيك البلد رايحة علي فين؟!«. وكل هذه الصياغات، أو غيرها، تكون دائما بمثابة المفتاح لحديث طويل وممتد حول جميع الأوضاع، وكل القضايا، المطروحة علي الساحة المصرية الآن، وتكون بداية حوار شامل حول كل التطورات، والأحداث، والوقائع التي طرأت علينا، منذ قيام الثورة في الخامس والعشرين من يناير، وحتي هذه الساعة. وفي هذا الإطار، تتعدد الآراء، وتتباين الرؤي، وتتنوع المواقف ، تجاه الأحداث، وفي الحكم علي الوقائع، واستخلاص معناها، واستقراء دلالاتها، واستشراف ما يمكن ان تؤدي اليه ، او تسفر عنه ، في المستقبل القريب أو البعيد،...، وهذا طبيعي ومتوقع في ضوء الاختلاف الطبيعي بين البشر في المكون الثقافي والفكري، والمنظور السياسي والاجتماعي لكل منهم. هذه هي حقيقة الحال السائدة الآن في كل حوار، وفي مقدمة أو نهاية كل جلسة، داخل البيت الواحد، وفي اطار الأسرة الواحدة، وفي جميع المنتديات أو التجمعات، وعلي كل منابر الإعلام المرئي والمقروء، والمسموع،...، وهذا السؤال يتصدر كل الأحاديث، ويستحوذ علي كل الاهتمام لكل الناس. وإذا كان الأمر كذلك، وهو بالفعل كذلك، فإن الضرورة والمسئولية تقتضي ان نسأل أنفسنا وأيضا غيرنا، هل الرؤية غير واضحة إلي هذا الحد؟!،...، أم أن هناك ضبابا يغلفها، ويمنع وضوحها وجلاءها؟!،...، ولماذا؟! ونواصل غدا إن شاء الله.