لم ترهبه أخبار جرائم طيور الظلام علي أرض سيناء ولا في غيرها من ربوع الوطن ..أصر علي أن يثأر لزملائه الشهداء منهم . تعجل انهاء حفل خطوبته الذي كان محددا سلفا ليسرع باللحاق بزملائه الأبطال بوحدته بسيناء .. اندهش زملاؤه بالوحدة وحاولوا إقناعه باستكمال إجازته والعودة بعدها إلا أن قراره كان حاسما بألا يتركهم وأن يكون بجانبهم وهم يواجهون الإرهابيين ويستكمل واجبه في الدفاع عن وطنه ومواصلة دوره مع زملائه الأبطال في حماية الوطن من اعداء الدين وحتي عندما طلب قائده منه ذلك قال له : »يافندم أول مرة هخالف تعليمات حضرتك أنا خلاص اتحركت وجاي في الطريق» . وصل بالفعل لوحدته وكعادته تقدم الصفوف ووقف في المواجهة يحمي زملاءه ويذود عنهم حتي إنطلقت رصاصات الغدر واستقرت داخل صدره في احدي العمليات الارهابية بسيناء لتصعد روحه الي بارئها. انه الشهيد المجند عبد اللطيف وحيد أحمد 23 سنة ابن قرية حلاوة الكبري التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية . يقول وحيد احمد ان نجلي الشهيد التحق بالتجنيد عقب حصوله علي دبلوم المدارس الثانوية الفنية وبعد الانتهاء من فترة التدريب وتوزيعه علي وحدته بسيناء طار من الفرح لأنه كما قال لأسرته وقتها : أنا لست أقل من زملائي . ومش معقول هنسيب ناس مايعرفوش ربنا يعملوا فينا كده .. وحتي لوكانت الشهادة في سبيل الدفاع عن البلد . واضاف نجلي كان رجلا منذ صغره ويستطرد كان الشهيد ابن موت فهولم يتأخر عني يوما كان يساعدني في عملي وهوتلميذ بالمرحلة الابتدائية واثناء إجازاته حتي أنهي دراسته .. ثم التحق بالقوات المسلحة وكان سعيدا بالتحاقه بها وكان فخورا بارتدائه الزي العسكري وبكونه جنديا بها ولم يهب يوما مواجهة الإرهابيين يوما . ويضيف ان الشهيد كان حريصا في كل إجازة من إجازاته أن يحكي لنا عن بطولات وجسارة زملائه وعزمهم علي ملاحقة الإرهابيين علي كل شبر من أرض سيناء وكان دائما يقول : لن نترك حق زملائنا من أبطال الجيش والشرطة ولن نفرط أيضا في دماء الأبرياء من المدنيين . ويقول الأب ودموعه منهمرة علي خديه : لم يتركني الشهيد يوما في الإجازة وفور نزوله كان يعمل نجارا طوال أيام الاجازة ليساعدنا قدر مايستطيع . ويتذكر الأب آخر مكالمة له مع ابنه الشهيد حيث أخبره أنه يستعد للنزول في إجازة غدا وجاء بالفعل علي الموعد الذي حدده لكنها كانت الإجازة الأخيرة حيث جاء جثمانه الطاهر محمولا علي عربة اسعاف وملفوفا في علم مصر وتحققت نبوءته التي كان يخفيها عني وعن أمه شفقة بنا لكنه أخبر أصدقاءه بها . وعقب استشهاده حكي الشباب بالقرية ماكان يحكيه لهم عبد اللطيف قبل استشهاده وكان يخفيه عنا . وقالت حفيظة محمد فتحي والدة الشهيد رغم مرور عام علي استشهاد فلذة كبدها فلا تزال تتذكر كل ماكان يقوم به وتعيش علي ذكراه وتثق في أنها ستلتقي به في الفردوس الأعلي وتقول : واضافت ربنا مش هيسيب الإرهابيين .. وربنا أنعم علينا بالصبر وأنا عارفة إنه في مكان أحسن من الدنيا بكثير وابني كان رجلا طول عمره وكل أهل القرية يحبونه فهولم يترك احدا لا ووقف بجواره والحمد لله إنه ترك لنا أغلي حاجة وهي الشهادة في سبيل الوطن .