قمة ناجحة ومستقبل واعد

السيسي »رجل عظيم»‬.. كلمات ترامب تصدرت مانشيتات الصحف والفضائيات الأمريكية
الاحترام المتبادل أساس العلاقات مع أمريكا والتعديلات الدستورية لا تخص إلا شعب مصر
المواقف المصرية لا تتغير في السر والعلن.. والسلام العادل والحل السياسي لقضايا المنطقة ثوابت راسخة
كلمات ترامب المبهرة عن الأهرامات إحدي عجائب الدنيا السبع دعاية مهمة للسياحة الناجحة
تأكيد جديد علي حقوق مصر الراسخة في مياه النيل وإشادة بنجاحها في مواجهة الإرهاب الجبان
قطعًا هي واحدة من أهم زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية، ولقاء القمة الناجح الذي جمعه مع الرئيس الأمريكي ترامب بالبيت الأبيض يؤكد علي انطلاقة قوية واعدة لعلاقات البلدين.
فور انتهاء مباحثات القمة التي استغرقت ساعة ونصف الساعة وتخللها حفل غداء رسمي علي شرف زعيم مصر، تصدرت تصريحات الرئيس الأمريكي مانشيتات الصحف وقنوات التليفزيون الكبري، وكان العنوان الرئيسي للنيويورك تايمز وسي بي إس وسي إن إن وآي بي إس وبلومبيرج ورويترز والإندبندنت وفورين بوليسي وموقع جلوبال نيوز وغيرها من وسائل الإعلام »‬ترامب: السيسي رجل عظيم».
السؤال الذي حظي بالمتابعة الأهم من الجميع وجهه صحفي أمريكي إلي ترامب حول رأيه في التعديلات الدستورية التي تتم في مصر، وكان رد ترامب واضحا لا لَبْس فيه »‬لا أعلم شيئًا عن هذه التعديلات وما يمكنني قوله إن الرئيس السيسي يقوم بعمل عظيم وهو شخص عظيم».
رد ترامب أخرص ألسنة كثيرة وأبواق جماعة الإخوان الإرهابية ومن والاهم من مرضي القلوب والجيوب الكارهين لوطنهم والمتربصين به، نعم مصر أكبر من أن تستشير أحدا أو تحصل علي موافقته قبل أن تقدم علي موضوع لا يخص إلا الشعب المصري وهو وحده صاحب الحق في قبوله أو رفضه، التعديلات التي اقترحها نواب البرلمان وفقًا لصلاحياتهم الدستورية وتمت مناقشتها في جلسات استماع شارك فيها كل أطياف الشعب.. لا هدف لها إلا ترسيخ الاستقرار والإصلاح السياسي بما يحقق مصالح هذا الشعب، وفي النهاية سيتم عرضها علي الشعب في استفتاء عام بعد أن استوفت كل الإجراءات الدستورية السليمة ليقول فيها كلمته بإرادته الحرة، وكلمة شعب مصر وحدها هي من ستحدد نتيجة الاستفتاء ومستقبل مصر في قادم الأيام.
نعم مصر الكبيرة التي استعادت خلال سنوات حكم الزعيم السيسي الخمس مكانتها الإقليمية والدولية، لا يحكم قراراتها وتحركاتها إلا إرادة هذا الشعب، والعلاقات مع أمريكا الدولة الأقوي في عالمنا الحالي تقوم علي أساس راسخ هو الاحترام المتبادل، فمصر لا تقبل أن يتدخل أحد في شئونها ولا أحد يمكنه أن يفعل ذلك.
من وجه السؤال كان يريد الإيحاء بأن زيارة زعيم مصر لأمريكا لها علاقة بالتعديلات الدستورية، والإيحاء بأن مصر تنتظر رأي أمريكا او موافقتها، وأراد أن يضع لغمًا علي طريق علاقات الشراكة القوية بين الدولتين، لكن الرد القاطع والواضح والحاسم ألجم الجماعة الإرهابية ومن والاها، فترامب لم يقل فقط إنه لا يعلم شيئا عن تعديلات الدستور التي تجري بمصر، لكنه أضاف بشكل قاطع أن ما يعلمه أن الرئيس السيسي يقوم بعمل عظيم في مصر وأنه شخصية عظيمة، وفور انتهاء جلسة المباحثات سارع بالتغريد علي تويتر وفقا لطريقته المعتادة في مخاطبة الشعب الأمريكي وكل العالم.. فكتب أعلي صورة جمعته بالرئيس السيسي »‬لقد كان لي عظيم الشرف أن ألتقي اليوم بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض».
كلمات ترامب الواضحة توافقت تماما مع البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية بعد القمة، والذي أكد أن زعيم مصر أكد لترامب أن علاقات مصر وأمريكا هي علاقات إستراتيجية تقوم علي الاحترام المتبادل والتعاون المثمر الذي يحقق مصالح الشعبين.
الحقيقة أن ثورة 30 يونيو العظيمة التي شارك فيها أكثر من 30 مليون مصري وضعت أساسًا راسخًا، بأن شعب مصر وحده هو صاحب الكلمة الوحيدة فيما يتعلق بمستقبل الوطن وأن مصر الكبيرة تحترم الجميع والجميع يتعامل معها باحترام ولم يعد ممكنًا أن يتدخل أي أحد في الشأن الداخلي لمصر، وهي الحقائق التي أكدتها القمة المصرية الأمريكية أول أمس من قلب البيت الأبيض.
نجحت القمة المصرية الأمريكية لأنه سبق الإعداد المتميز لها قبل أيام، وتم الاتفاق بين الطرفين علي جدول الأعمال وكافة القضايا محل المناقشات، وهو جهد كبير تم بالتنسيق الكامل بين جميع أجهزة الدولة.. والكل يبذل الجهد وهو لا يضع نصب عينيه إلا تحقيق الأهداف المرجوة من الزيارة المهمة، كما نجحت لأن هناك اتفاقًا كاملًا علي العلاقة المتميزة والثقة المتبادلة التي تجمع زعيمي مصر وأمريكا منذ أول لقاء جمعهما في نيويورك في سبتمبر 2016 وقبل وصول ترامب للحكم بشهرين. والحقيقة أن التفاهم الكبير بين الزعيمين يساعد علي سرعة الوصول لنقاط الاتفاق والبناء عليها وتجاوز نقاط الخلاف وحلها، ولذلك تتفق غالبية المراقبين أن العلاقات المصرية الأمريكية الآن تمر بفترة هي الأقوي منذ عودة علاقات البلدين رسميًا عام 1974 بعد تحقيق مصر لنصر أكتوبر المجيد.. وقد أكدت القمة علي تفعيل التعاون وتعزيز التنسيق والتشاور الإستراتيجي والسعي لزيادة أنشطة الشركات الأمريكية الاستثمارية بمصر وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
جلسة المباحثات أكدت علي التقدير الأمريكي الكبير للدور المصري في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه نيابة عن العالم أجمع، وأكدت علي أن مصر شريك محوري لأمريكا في الحرب علي الإرهاب، كما أكدت علي التقدير الأمريكي الكبير للدور المصري المحوري في الشرق الأوسط وأنها الدعامة الرئيسية لصون السلم والأمن لكل شعوب المنطقة.. وأيضا التقدير الأمريكي الكبير لجهود الرئيس السيسي في مجال التسامح الديني وحرية العبادة، وهو ما يتفق مع ما قاله وزير الخارجية الأمريكي بومبيو عندما زار مسجد وكنيسة العاصمة الإدارية الجديدة قبل أسابيع.
وكان الموقف المصري واضحًا لا لَبْس فيه خلال المباحثات، بالتأكيد علي أهمية الوصول لحل عادل ودائم لقضية الشرق الأوسط الرئيسية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، نعم هذا موقف ثابت وواضح ولا لَبْس فيه، والقمة لم تتطرق لما أطلق عليه صفقة القرن الأمريكية التي لا يعلم أحد عنها شيئًا، وهي الصفقة التي تبارت وسائل إعلام إخوان الإرهاب ودويلة قطر في التأكيد علي أنها ستكون محور لقاء القمة، لكن ثبت من جديد أنهم كاذبون ولا يتأخرون عن المتاجرة بكل قيمة لتحقيق مصالحهم الخبيثة، كما أكدت القمة أيضا علي موقف مصر الراسخ من كل قضايا المنطقة من سوريا إلي اليمن وليبيا، بالتأكيد علي أنه لا حل لهذه القضايا إلا الحل السياسي الذي يحافظ علي الدول الوطنية ومؤسساتها، نعم هذا ما تقوله مصر في السر والعلن.. هي مواقف ثابتة لا تتغير ولا تتلون كما يفعل دعاة الفتنة وأهلها من قطر إلي تركيا.
كما تناولت المحادثات قضية تمثل أولوية حياة لشعب مصر، وتتناول حقوقه الثابتة والراسخة في مياه النيل ومفاوضات سد النهضة، حيث تم التأكيد علي أهمية الوصول إلي اتفاق يحفظ الحقوق المائية لشعب مصر ويراعي القانون الدولي ومصالح مصر والسودان وإثيوبيا.
نجحت القمة وأكدت البيانات الرسمية الصادرة عن البلدين علي هذا النجاح الكبير والذي يتوج علاقات راسخة بين الزعيمين والبلدين، لتبدأ بعد القمة انطلاقة جديدة أكثر قوة للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والثقافي.
وكانت كلمات الرئيس ترامب عن زيارة السيدة الأمريكية الأولي إلي مصر والأهرامات بمثابة دعاية لا تقدر بثمن للسياحة المصرية، التي تستعيد عافيتها وتنطلق إلي الأمام بقوة كمصدر رئيسي للدخل القومي، ترامب أكد أن زوجته التقطت صورا كثيرة أمام الأهرامات إحدي عجائب الدنيا السبع وأن سعادتها بزيارة مصر لا توصف.
ومن زوجة ترامب إلي ابنته ومستشارته ايفانكا والتي استقبلها الرئيس السيسي في مقر إقامته قصر بلير هاوس بعد القمة، والتي أشادت بالإرادة السياسية الحقيقية لزعيم مصر لتمكين المرأة وترسيخ ثقافة المساواة وعدم التمييز، مؤكدة أنها ستزور مصر قريبًا لتري بنفسها هذا النجاح الكبير للمرأة المصرية.
ولأن الحديث كان يدور عن المرأة التي يقدر الرئيس السيسي دورها الوطني الكبير، لهذا لم يكن غريبا أن يستجيب زعيم مصر لرغبة السيدة سهام نصار أحد أفراد الجالية المصرية بأمريكا ورئيس جمعية جيل الغد.. والتي سافرت 6 ساعات من نيويورك إلي واشنطن للمشاركة في الترحيب بزعيم مصر رغم إصابتها بالسرطان، لم تصدق السيدة الوطنية نفسها وزعيم مصر يستجيب لرغبتها ويقابلها ويحتفي بها، وقالت كلمات صادقة من قلبها للرئيس ( الشعب المصري يحبك فلا تنظر خلفك، وشكرًا علي حملة فيروس سي ).. والحقيقة أن أبناء الجالية المصرية الذين تجمعوا من كل الولايات وحرصوا خلال أيام الزيارة الثلاثة علي الترحيب بزعيم مصر وهم يرفعون صوره وعلم مصر، أكدوا للجميع أنهم وطنيون حتي النخاع وأنهم وإن غابوا عن مصر بأجسادهم لكنها ستظل جزءًا أصيلًا من أرواحهم وعقولهم وقلوبهم.
انتهت زيارة الأيام الثلاثة الناجحة، ليغادر الرئيس واشنطن إلي كوت ديفوار ليستكمل جولة أفريقية ناجحة بدأت من غينيا ويختتمها في السنغال، انتهت لكن المؤكد أن نتائجها الإيجابية ستعود بفوائد متعددة علي البلدين والشعبين، فزعيم مصر يواصل العمل ليل نهار لتحقيق هدف واحد، هو أمن مصر والحياة الكريمة لشعبها العظيم.