زيارة الأيام الستة بدأت في غينيا بمنح زعيم مصر الوسام الأعلي تقديرًا لدوره الأفريقي الكبير قمة السيسي ترامب بالبيت الأبيض اليوم تمنح دفعة قوية جديدة للتعاون الاستراتيجي الكامل العلاقات المصرية الأمريكية بدأت 1832 وتشهد صعودًا مستمرًا منذ وصول السيسي وترامب إلي الحكم السلام والإرهاب ومشاكل المنطقة قضايا لا تغيب أبدًا عن جدول أعمال المباحثات أول أمس بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدة من أهم جولاته الخارجية، جولة الأيام الستة، بدأت الأحد من غينيا غرب أفريقيا وامتدت أمس إلي الولايات المتحدةالأمريكية، قبل أن يعود الرئيس غدًا إلي كوت ديفوار ومنها إلي السنغال. جولة شملت أمريكا القوة الأعظم في عالمنا الحاضر وثلاث دول أفريقية مهمة غرب قارتنا السمراء، لتؤكد أن مصر استعادت كامل مكانتها وريادتها أفريقيا وإقليميا.. وأنها تسير بخطوات واثقة سريعة إلي المستقبل الذي يستحقه هذا الشعب العظيم. بداية الجولة كانت في غينيا وهي المرة الأولي منذ نصف قرن يقوم رئيس مصري بزيارة هذا البلد الشقيق المهم، وكان الحدث اللافت فور وصول زعيم مصر إلي العاصمة كوناكري قيامه مع الرئيس الغيني ألفا كوندي بزيارة جامعة الزعيم المصري الخالد جمال عبد الناصر في كوناكري، وإزاحة الستار عن التمثال الجديد له في قلب الجامعة.. وافتتاح المجمع الجديد بالجامعة الذي يحمل اسم الزعيم عبد الفتاح السيسي، وعلي مأدبة العشاء التي أقيمت علي شرف زعيم مصر قام الرئيس الغيني بتقليده وسام الاستحقاق الوطني وهو الوسام الأرفع في البلد الشقيق. البداية الناجحة للزيارة المهمة من غرب أفريقيا أكدت أن مصر لم تتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي بعد غياب 25 عامًا فقط، لكنها استعادت كامل مكانتها وريادتها في قارتها السمراء، والأشقاء الذين يقدرون زعيم مصر ويحترمونه يثقون أنه قادر علي قيادة قارتنا إلي التنمية المستدامة وإنهاء النزاعات والاندماج الاقتصادي، لتحصل قارتنا السمراء وشعوبها علي حقوقهم التي طالما تم إهدارها منذ سنوات الاحتلال الطويل وحتي الآن. الترحيب الكبير بزعيم مصر في غينيا، والاستعدادات الكبيرة لاستقباله والترحيب به في كوت ديفوار والسنغال أيضا، يؤكد أن قارتنا تضع آمالها في السيسي ليقودها مع أشقائه من الرؤساء الأفارقة إلي المستقبل الذي نستحقه جميعًا. نتذكر جميعًا أنه قبل 5 سنوات كانت عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي قد تم تجميدها بعد ثورة يونيو العظيمة، ونتذكر أنه قبل هذه السنوات الخمس كانت مصر قد غابت عن قارتها السمراء وفقدت التواصل والتأثير مع معظم الدول والشعوب، ونتذكر أنه طوال السنوات الخمس منذ وصول الرئيس السيسي إلي الحكم وهو يواصل العمل ليل نهار لتعود مصر إلي قارتها وتعود أفريقيا إلي مصر، وقد كان النجاح الكبير هو ثمرة هذا الجهد المخلص غير المسبوق، وهو ما أكدته زيارة غينيا وبعدها زيارتا كوت ديفوار غدًا والسنغال بعد غد. علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ودول قارتها تزداد قوة في كل يوم، والتنسيق السياسي الآن وصل لمستوي عالٍ وملموس في كل قضايا القارة، نعم فهمومنا واحدة وأحلامنا وطموحاتنا واحدة، والخير الذي ننتظره جميعًا ستستفيد منه كل شعوب قارتنا، أفريقيا أرض الشباب والفرص الواعدة والثروات الكبيرة، وبالتعاون بين دول القارة سيتحقق لدولنا ما نريده من قوة وثروة واستعادة للدور والتأثير في كل قضايا عالمنا. ومن غينيا إلي أمريكا.. المحطة الثانية والأهم في جولة الأيام الستة، حيث سيشهد البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن اليوم القمة السادسة التي ستجمع الزعيمين السيسي وترامب خلال أقل من 3 أعوام، حيث كان اللقاء الأول في سبتمبر 2016 وبعدها جمعهما لقاءان آخران بنيويورك وقمة قبل عامين في البيت الأبيض ولقاء في السعودية في مايو 2017. لقاء الربيع غدًا يأتي في وقت ودعت فيه واشنطن البرد الشديد والثلوج واستقبلت فصل الربيع حيث عادت الخضرة لتكسو كل الشوارع والميادين، وبدأت الأوراق الخضراء تتفتح فوق أغصان الأشجار والزهور تتفتح براعمها وتنشر رائحتها الطيبة في كل مكان. العلاقات بين مصر وأمريكا كانت قد بدأت عام 1832 أيام حكم محمد علي باني مصر الحديثة بإرسال أمريكا أول وكيل تجاري لها إلي القاهرة، وعام 1835 تم افتتاح أول مكتب قنصلي أمريكي، وعام 1841 تم توقيع أول اتفاقية لتشجيع التبادل التجاري، وعام 1849 تحول المكتب القنصلي إلي قنصلية عامة، وفي 1920 تم تشغيل أول خط ملاحي بحري بين البلدين، وعام 1946 تم تعيين محمود باشا أول سفير لمصر في أمريكا، وفي يونيو 1967 تم قطع العلاقات بين البلدين بعد هزيمة يونيو، وبعد أن حققت مصر نصر أكتوبر المجيد قام الزعيم الراحل أنور السادات باستئناف العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين البلدين.. ومنذ وصول الرئيسين السيسي وترامب إلي الحكم عادت العلاقات أقوي مما كانت لتشهد فترة ازدهار وتعاون غير مسبوق، وهو ما عبر عنه ترامب في التويتة الشهيرة التي كتبها بعد أول زيارة لزعيم مصر إلي البيت الأبيض قبل عامين، حيث كتب ( أنه لشرف كبير أن أرحب بالرئيس السيسي في البيت الأبيض، ونحن نجدد الشراكة بين البلدين اللذين يجمعهما تاريخ طويل من العلاقات ). منذ استئناف العلاقات بين مصر وأمريكا شهدت العلاقات فترات صعود وركود، فترات قوة وضعف.. وتقارب وتباعد، ولكن مؤخرًا عادت العلاقات لأوج قوتها بالتعاون في كل المجالات اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا وعسكريًا وثقافيًا وتعليميًا، وهناك حرص كامل من الزعيمين السيسي وترامب علي المضي بالعلاقات قدمًا إلي الأمام بتوثيق التعاون في كل المجالات. ومن المؤكد أن قمة اليوم ستشهد استمرار التشاور حول العلاقات الثنائية وجهود دفعها إلي الأمام بكل قوة، وبحث فرص الاستثمار الأمريكية الجديدة بمصر وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وأيضا استعراض الجهود المصرية الناجحة في مواجهة الإرهاب أمنيًا وسياسيًا وإعلاميًا وتصحيح الخطاب الديني لإغلاق منابع التطرّف، والتأكيد علي التنسيق الكامل بين الجانبين في هذا الملف المهم لكلا الشعبين الباحثين عن الأمن والاستقرار كأساس راسخ للانطلاق الاقتصادي والتجاري.. ومن العلاقات الثنائية المتميزة ستنطلق المباحثات إلي التشاور حول مشاكل المنطقة من ليبيا إلي اليمن وسوريا، والتأكيد المصري دومًا علي أهمية الحفاظ علي الدول الوطنية والجيوش الوطنية وعدم إضعافها، لأن البديل سيكون مزيدًا من الخراب وتصدير المشاكل واللاجئين إلي كل العالم، وقطعًا ستكون القضية الفلسطينية حاضرة بقوة استنادًا لموقف مصر الراسخ بأنها أم القضايا بالمنطقة وأن السلام الشامل والعادل هو السبيل الوحيد لأمن واستقرار المنطقة وكل دولها، والحقيقة التي لا جدال فيها أن قضية فلسطين كانت ومازالت وستظل أحد أهم محاور السياسة المصرية الخارجية، التي تؤمن بأن الحل الحقيقي هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، والتأكيد علي أنه لا أحد يمكنه فرض إرادته المنفردة أو القضاء علي القضية، والمؤكد أن ما يسمي بصفقة القرن الأمريكية التي لا أحد يعرف عنها شيئًا حتي الآن خارج المباحثات ولن يتم تناولها، خاصة أن الجانب الأمريكي نفسه لم يعلن خطته حتي يمكن معرفة ما تحتويه ومناقشته. مباحثات الرئيس بواشنطن التي ستتواصل حتي صباح الغد تشمل لقاءات مع أهم وزراء إدارة ترامب وقادة الكونجرس ورجال الفكر، وقد بادرت الجالية المصرية بأمريكا بالتجمع في واشنطن قبل وصول الرئيس إليها أمس، وذلك حرصًا علي استقبال زعيمهم والترحيب به، البطل الشعبي الذي أنقذ مصر من الضياع وبالعمل الجاد والشاق ليل نهار علي مدار 5 سنوات أعاد إليها قوتها ومناعتها ومكانتها. ترامب يرحب بزعيم مصر والذي وجه إليه الدعوة بالزيارة منذ أكثر من شهر، يثق الرئيس الأمريكي في قوة مصر وزعيمها وأنها حجر الأساس لأي استقرار وأمن بالمنطقة، ويؤمن بأن العلاقات المتينة مع مصر والتشاور الدوري المستمر مع السيسي حول كل قضايا المنطقة والعالم هو أمر ضروري لتحقيق مصالح الشعبين والبلدين. زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أمريكا تأتي في وقت مهم مع التطورات المتلاحقة في ليبيا وسوريا واليمن والعراق والجزائر، ومع استمرار التوتر في علاقات إسرائيل بالسلطة الفلسطينية، ونجاح مصر بعد جهد كبير في إعادة الهدوء خاصة في غزة بما يحفظ أمن وسلامة الأشقاء وكل دول المنطقة. كما أن قضايا التعاون بين أفريقيا وأمريكا ستكون حاضرة بقوة علي طاولة المحادثات، فأفريقيا في حاجة لزيادة التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني مع أمريكا، لوقف النزاعات في أي دول بها توترات وانطلاق التعاون في كل المجالات بلا حدود. المؤكد أن الزيارة الحالية لزعيم مصر إلي أمريكا ستستكمل الجهد الكبير للزعيمين السيسي وترامب لدفع العلاقات بين البلدين إلي آفاق غير مسبوقة، وهو أمر سيحقق قطعًا مصالح وطموحات الشعبين المصري والأمريكي، وسيكون له انعكاساته الإيجابية لعودة الأمن والاستقرار إلي كل دول المنطقة.